ارتفع عدد ضحايا موجة البرد التي اجتاحت أوروبا في الأيام الأخيرة إلى 61 شخصاً حتى مساء الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2017، ثُلثهم في بولندا وحدها.
وقالت السلطات الصربية إنَّ رجلاً عمره 88 عاماً وابنه (64 عاماً)، ماتا بفعل درجات الحرارة المتجمّدة في قرية دوجا بوليانا الواقعة جنوب البلاد والتي اكتسحتها موجة البرد الأخيرة أكثر من غيرها.
وأورد التلفزيون الرسمي الصربي أنَّ الرجلين، اللذين وجدهما رجلٌ يوصل الخبز من قرية مجاورة، كانا شديدي الفقر، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وعُثِر على 3 جثث خلال الأيام الثلاثة الماضية في مقدونيا مع هبوط درجات الحرارة إلى -20°م (-4° ف)، حيث وُجد رجل مشرَّد عمره 68 عاماً متجمِّداً في العاصمة سكوبيِه، بينما مات رجلٌ عمره 60 عاماً أمام منزله في بلدة ستروميكا الجنوبية. ووُجِدت جثة امرأة تبلغ 80 عاماً بمنزلها في شرق مقدونيا.
وفي ألبانيا، أمطرت السماء ثلجاً في مدينة ساراندا الجنوبية، للمرة الأولى منذ 32 عاماً. وعُثِر على جثة رجل ألباني مُشرَّد في مدينة كورسا في الجنوب الشرقي وقد مات برداً.
وفي منطقة بولتشيزة المركزية، هبطت درجات الحرارة إلى -22°م (-7.6°ف) وانعزلت المناطق الأكثر ريفيةً بفعل الجليد، حيث انقطعت المياه والكهرباء مؤقتاً، وكانت مروحيات الجيش توزِّع المساعدات في المناطق الجبلية البعيدة.
لاجئو لسبوس يستغيثون
وبعد انتقادات قوية من هيئات المساعدات الإنسانية وغيرها، قالت السُلطات في جزيرة لسبوس اليونانية إنَّها ستنقل 250 لاجئاً من الخيم في المخيمات، إلى غرف فندقية خالية مع استمرار تساقط الثلج بشدة دون انقطاع في أنحاء البلاد.
وقالت الحكومة أيضاً إنَّها سترسل سفينة تابعة للبحرية اليونانية إلى لسبوس؛ كي تكون ملجأً عائماً لسكَّان المخيم المحاط بالثلوج.
وقال اتحاد مكوَّن من بعض أطباء المستشفيات العامة: “نستنكر ظروف الحياة غير الآدمية التي يواجهها اللاجئون في لسبوس، فهُم يعيشون وسط الوحل والثلج، متكوِّمين معاً في خيمٍ غير ملائمة… ويُشعلون النيران داخلها؛ كي يشعروا بالدفء”.
وأعاق الثلج، في أماكن أخرى، عدة رحلات طيران في سالونيك، ثاني أكبر مدينة يونانية، بينما أُعلِنت حالة الطوارئ في عدة مناطق من البلاد.
غطَّى الثلج الأكروبول القديم في أثينا وأغلق معظم المدارس بالعاصمة، بينما فُتِحت أكثر من 10 ملاجئ مُدفَّأة للمُشرَّدين. فيما خضع موظَّف في البلدية بأثينا لإعادة نظر تأديبية؛ إذ يُزعَم أنَّه أمر شاغلي أحد الملاجئ بمغادرته؛ لأنَّ وردية عمله قد انتهت ولم يكُن أحدٌ متاحاً ليحل محله.
أوروبا تتجمد
مات شخصٌ واحد وأُصيب أكثر من 10 أشخاص في إسطنبول بعد انهيار قبة مسجدٍ بسبب الرياح العاتية وتساقط الثلوج. حدث هذا خلال جنازة قرب مطار إسطنبول الرئيسي. وقال بولينت كريم أوغلو، رئيس البلدية، للمراسلين إنَّ سيارات الإسعاف سارعت بنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.
في رومانيا، أمرت رئيسة بلدية بوخارست، جابريلا فيريا، يوم الثلاثاء، مدارس العاصمة بمواصلة إغلاقها لبقية الأسبوع، فيما تحارب البلاد البرد القارس الذي أدَّى إلى تأخير الرحلات وانقطاع الكهرباء وزيادة الطلب على الكهرباء والغاز الطبيعي.
وبالانتقال بعيداً إلى شمال بولندا، حيث مات 20 شخصاً منذ بداية موجة البرد الأسبوع الماضي، أدَّت المستويات المنذرة بالخطر من الضباب إلى غلق السلطات المدارس ورياض الأطفال يومين في مدينة ريبنيك الجنوبية لحماية الأطفال من الأبخرة الضارة، وإلى توفير وسائل نقل عام مجانية لمحاولة تحسين جودة الهواء.
وفَّرت وارسو، عاصمة بولندا، وسائل نقل عام مجانية يوم الإثنين 9 يناير 2017، وتحسَّن الوضع، رغم أنَّ السُكَّان شكوا السعال والتهابات الأنف والأعين. فيما تخطَّت كلٌ من ريبنيك وتشيستكوفا وكاتوفيس ومنطقة صناعية أخرى منخفضة عن سطح الأرض مستويات الضباب المنذرة.
وانبعث الضباب بالأساس من الوقود منخفض الكفاءة، مثل الطين الفحمي والنفايات والبلاستيك المحروقة في المدافئ ضعيفة الجودة في المنازل الخاصة، وفق ما قالت خبيرة مراقبة الهواء باربرا توتسكو لوكالة أسوشييتد برس.
وشددت على أنَّ السلطات عليها مساعدة السُكَّان على الحصول على مدافئ تستخدم وقوداً نظيفاً وذات مستوى منخفض من الانبعاثات.
وأضافت أنَّ عوادم السيارات ودخان المصانع أسهمت كذلك في ضعف جودة الهواء ولكن إلى حدٍ أقل؛ لأنَّها مطابقة للمعايير الأوروبية.
من جانبه، قال مركز بولندا الحكومي للأمن إنَّ 6 أشخاص ماتوا يوم الإثنين بسبب البرد.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.