بعد الازدحام المروري الذي تشهده مدينة ادلب إثر اكتظاظها بالسكان والنازحين عند دخولها في هدنة الزبداني – الفوعة، حيث تشهد المدينة حركة سير كبيرة شملت معظم وسائل النقل، مما دفع شبابها إلى انطلاقهم بحملة عفوية و تطوعية لتنظيم المرور و حركة السير و خاصة في الشوارع الرئيسية.
دون منظومة مساندة ودون دعم مادي، أقدم بعض الشباب على جمع ” القبضات ” و الصفارات و السترات الخاصة التي وزعت على عدد من الشباب المتطوعين داخل المدينة ليقوموا بعد ذلك بالاجتماع و توزيع العمل بانتظام على عدد من شوارع المدينة حسب مجموعات من الشباب بدوام صباحي و آخر مسائي، ليستطيع بذلك أكبر عدد ممكن من شباب المدينة المشاركة في هذا العمل التطوعي.
“أحمد” أحد شباب إدلب المشاركين في حملة تنظيم المرور و هو طالب جامعي في كلية الهندسة الزراعية بادلب يقول لنا: ” إنه و انطلاقاً من مبدأ التطوع و نظراً لحاجة المدينة الملحة لإعادة النهوض بها، شاركت في تلك الحملة علّي أقوم بخدمة بلدي ولو بمهمة صغيرة في سبيل إعادة الإعمار من جديد”.
بعد خروج قوات النظام من مدينة ادلب، شعر الكثير من أبنائها و شبابها بضرورة القيام بعمل ما للنهوض بالمدينة من جديد، فعلموا على تكوين ما سموه بـ ” تجمع شباب ادلب ” و انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ #أنت_معنا؟، يضم ذلك التجمع من يريد التطوع من شباب المدينة للمحاولة في الإسهام بتقديم شيء ما في منفعة البلد، فصدر في السابع و العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من العام الحالي، صدر البيان التأسيسي لتجمع شباب ادلب و الذي شرح أهداف هذا العمل و الذي يقوم على خدمة المواطنين و المدنيين في ادلب المدينة بمساعدة إدارة مدينة ادلب و القوة التنفيذية فيها و التي تعهدت بعدم السماح لأحد بمضايقة المتطوعين و المساهمين بهذا العمل.
و في حركة أولى اعتمد المشاركون في التجمع على تنظيم المرور و حركة السير في بادئ الأمر لتشهد المدينة تنظيماً كبيراً بمساعدة الأهالي و اعتبار ذلك الأمر بمثابة تقدم بسيط في المجال الخدمي داخل ادلب.
لن يتوقف تجمع شباب ادلب عند تنظيم المرور فقط، فقد تعهد الشباب الذين تطوعوا في هذا العمل على الاستمرار بحملتهم تلك و التفكير بخطوات أخرى هدفها خدمة ادلب و التقدم بها نحو الأفضل ضمن الإمكانيات المتاحة.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج