ذكرت الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز لصحفي السوري، الحديث الذي دار بين كل من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اللقاء الذي جمع بينهما في العاصمة الروسية موسكو، وأكد كيري على ضرورة إيجاد أرضية مشتركة بين البلدين لإنهاء الحرب السورية، ووضع عدم الاستقرارالذي يعيشه الشرق الأوكراني.
وقال كيري في بداية اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الروسي: “لدى كل من الولايات المتحدة وروسيا القدرة على إحداث فرق كبير هنا، ونقدر الجهود المشتركة التي بُذلت، والنتائج التي أثمرها هذا التعاون”، في إشارة إلى كل من سوريا والشرق الأوكراني.
والجدير ذكره أن روسيا والولايات المتحدة تنفذان غارات جوية مستمرة في سوريا، رغم الإختلاف بينهما في الاسترتيجية، وتصر موسكو على استهدافها مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، بالرغم من أن معظم غاراتها استهدفت مواقع المعارضة المسلحة، بينما وفي الوقت نفسه، يتهم الروس الولايات المتحدة بتقسيم المجموعات الإرهابية إلى “إرهابيين جيدين” و”إرهابيين سيئيين”.
وكان كيري قد إلتقى في وقت سابق بنظيره الروسي، سيرجي لافروف، وقال خلال اللقاء”:حتى عندما كانت هناك خلافات بيننا، كنا قادرين على العمل بشكل فعّال على قضايا محددة.” وأضاف قائلاً:” آمل أن نتمكن اليوم من إيجاد أرضية مشتركة للعمل.”
وكان الرئيسان الأمريكي والروسي قد عقدا اجتماعاً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال شهر أيلول الماضي، بعد أيام قليلة من دعوة بوتين لإنشاء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية،وبعد فترة قصيرة بدأت روسيا ضرباتها الجوية في سوريا.
وتبقى نقطة الخلاف الرئيسية بين موسكو والغرب تدور حول دور الأسد في المرحلة القادمة، وتصر الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية على ضرورة رحيل الأسد، رغم اقتراحها إمكانية أن يكون للأسد دورٌ في المرحلة الإنتقالية، ولفترة محدودة، بينما تقول موسكو: ” الشعب السوري هو صاحب القرار”، مما يعطي الأسد الحق في إملاء الشروط التي يريدها.
وقال لافروف:” لا تزال هناك “قضايا عالقة” مع الولايات المتحدة، والمتعلقة بخطة الانتقال السياسي في سوريا، ومن المفترض أن يجلس نظام الأسد وممثلي عن المعارضة على طاولة المحادثات أوائل كانون الثاني المقبل.
ومن جهته هاجم كيري تنظيم الدولة الإسلامية قائلاً : “هناك توافق بين كلٍ من روسيا والولايات المتحدة على أن هذا التنظيم يشكل تهديداً للجميع، وعلى كل بلد، ولا يمكن التفاوض على ذلك، فهم أسوأ الإرهابيين، وهاجموا الثقافة والتاريخ ولابد للدول المتحضرة من التوحد للقضاء على هذا التنظيم.”
تضيف الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي، أن أوكرانيا من المواضيع التي سيتطرق لها كيري وبوتين، فواشنطن حريصة على طمأنة الحكومة في كييف وأن إعادة الارتباط مع الكرملين بشأن سوريا، لا تعني التخلي عن أوكرانيا، وقد سافر نائب الرئيس جو بايدن إلى كييف الأسبوع الماضي لإيصال هذه الرسالة، ومن المرجح أن يبلّغ كيري رسالة للرئيس الروسي، أنه يتوجب على روسيا بذل المزيد من الجهد لتنفيذ اتفاقات مينسك للسلام.
أما لافروف فقد طلب من الولايات المتحدة بالضغط أكثرعلى حكومة كييف، والمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية، حيث قال :”بالطبع، نحن نود مواصلة الحوار …ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد في تسوية الوضع في أوكرانيا، وسيكون للنفوذ الأمريكي الكبير هناك دوراً إيجابيا “.
وتختم الغارديان تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري،بقيام كيري بجولة في شارع أربات القديم، وشارع المشاة الرئيسي في موسكو، وإجرائه بعض الأحاديث مع بعض المارة، وشرائه بعض الهدايا والدمى الروسية، بالإضافة للقائه مع الناشط الحقوقي “أليكسييفا لودميلا”، الذي ناقش معه المناخ الصعب للمنظمات الغير الحكومية العاملة في روسيا، ومواضيع تتعلق بالمجتمع المدني، ومن المرجح أن يثير هذا الإجتماع غضب الكرملين .
ترجمة – المركز الصحفي السوري
محمد عنان
الغارديان