نشرت الغارديان في تقريرٍ لها ترجمه المركز الصحفي السوري، تناولت فيه حديث لرئيس الوزراء التركي “أحمد داوود أوغلو”، حيث قال أن لتركيا الحق في لعب دورٍ حاسم في محادثات السلام السورية، والتي من المقرر أن تبدأ الإسبوع المقبل، وذلك نظراً لعدد اللاجئين السوريين الكبير في تركيا مما يجعلها “ثاني أكبر بلد للسوريين في العالم”، وذلك حسب تعبير أوغلو.
ونوّه رئيس الوزراء التركي، الذي يزور لندن لإجراء محادثات مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، أنه من الصعب تصور عودة ما يقارب عن مليونين ونصف مليون شخص إلى بلادهم إذا بقي بشار الأسد في السلطة إلى ما بعد الفترة الإنتقالية.
الذي أضاف قائلاً:” لتركيا الحق بأن يكون لها دور في محادثات السلام، وذلك بسبب عدد السوريين الكبير المتواجدين على الأراضي التركية، وسيكون بمثابة الشأن الداخلي في حال عدم وجود سلام راسخ في سوريا، ومع بقاء الأسد في سدة الحكم، لن يعود أياً من هؤلاء إلى بلدهم”
ومن المقرر أن تبدأ محادثات في جنيف الإسبوع القادم، لبحث سبل إيجاد حل للأزمة السورية، وذلك برعاية أممية، ولاتزال الشكوك تحوم حول هذه المحادثات، وفعاليتها في ظل الغموض الذي يكتنف الأسماء المشاركة، وهذه ما أكده بيان صادر عن الأمم المتحدة في نيويورك الاثنين الماضي، بالإضافة إلى التأخر في إرسال الدعوات.
وضم أوغلو صوته إلى صوت المعارضة السورية، والمطالبة بعدم ضم حزب الاتحادي الديمقراطي الكردي (PYD) إلى وفد المعارضة المشارك في المحادثات، لتواطئها مع نظام الأسد، حيث قال:” لا يمكن اعتبار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي معارضة حقيقية، فلطالما كان هناك تنسيق كبير بينه وبين نظام الأسد.”
تضيف الغارديان في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، يحرص الروس على أن تتم دعوة الأكراد لحضور المحادثات، الأمر الذي تعارضه تركيا بشدة، وذلك لرفضها مطالب الكرد بالحصول على حكم ذاتي للمناطق الكردية، ويعتبر حزب الأتحاد الديمقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، أو ما يسمى ال (بي كي كي) الموضوع على قائمة المنظمات الإرهابية في تركيا، ودول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم تركيا بمهاجمة مواقع حزب العمال جنوب شرق البلاد، وذلك منذ انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة التركية والحزب العام الماضي.
وأضاف داود أوغلو شرطاً مسبقاً للمحادثات، وأصر على رفع “حصار القرون الوسطى” على المدن السورية، وقال إن النظام يتبع “سياسة القتل جوعاً”.
وخلال تواجد رئيس الوزراء التركي في داونينغ ستريت، قام متظاهرون أكراد باختراق صفوف الشرطة ومحاصرة بعض المقار الحكومية في الشارع رقم 10 لما يقارب 30 دقيقة.
في حال تم تجاوز عقبة المشاركين ووضع جدول أعمال المحادثات، ستبدأ مهمة دبلوماسية شاقة لمحاولة إيجاد نوع من التوافق بين العديد من المصالح والقوى الإقليمية.
من جهة أخرى يواجه رئيس الوزراء التركي تهمٌ بعدم بذل ما يكفي لوقف تدفق اللاجئين نجو أوروبا، فضلاً عن تسهيل مرور العديد من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وقال إنه وجد شيئاً من العبثية في الشكوى الأوروبية، تجاه اتهامه بتجارة الرقيق الحديثة، وذلك من خلال غض الطرف عن عبور اللاجئين.
وأشار إلى أن مبلغ الثلاثة مليارت يورو التي وعد بها الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول الماضي، لمساعدة تركيا على تغطية نفقات الابقاء على اللاجئين السوريين ضمن أراضيها، وثنيهم عن السفر إلى أوروبا، لم تسلم للحكومة التركية بعد، ومن ناحية أخرى، أكد أوغلوو أن حكومته قد منحت تراخيص العمل للسوريين المقيمين على أراضيها صالحة لأكثر من ستة أشهر، وفرضت القيود حول منح التأشيرات للسوريين القادمين إلى تركيا عن طريق الجو، وذلك في محاولة للحد من عبور اللاجئين نحو أوروبا عن طريق بحر أيجه، بينما في المقابل فشل الاتحاد الأوروبي في دفع التمويل المتفق عليه، وذلك بسبب وجود خلافات حول التكلفة، ومن المقرر عقد اجتماع بين أوغلو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الجمعة المقبل، لمناقشة موضوع التمويل.
وصرح رئيس الوزراء التركي أن بلاده قد أنفقت ما يزيد عن 8 مليارات يورو لتغطية تكاليف المخيمات لوحدها، مع العلم أن 280 ألف لاجئ يقيمون داخل المخيمات، وما يزيد عن المليونين يعيشون خارجها، وأن التكلفة الحقيقية لتركيا هي أكثر من ذلك بكثير.
ويتلقى حوالي 700 ألف طفل سوري التعليم في تركيا، بالإضافة إلى الخدمات الصحية المجانية، وقال داود أوغلو: “ومع ذلك في تركيا لم نرى أي احتجاجات مناهضة للاجئين، أو مناهضة للهجرة أو حتى احتجاجات مناهضة للأجانب في تركيا.”
ختمت الغارديان تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع كلام داوود أوغلو، والذي صور نفسه بالمؤرخ الأكاديمي، والذي وجد نفسه مضطر لأخذ قرارات سياسية صعبة، أكثر من كونه رجل سياسي، حيث قال:” إن فشل الربيع العربي وحركات الاحتجاج التي انطلقت عام 2011 ،سيقود المنطقة إلى انقسامات طائفية وخصومات عرقية،” وأضاف قائلاً: “أشعر بالألم، فلطالما كان الشعب السوري اكثر الشعوب العربية اعتدالاً بعد لبنان، فلا وجود للشيعة الراديكاليين أو للسنة المتطرفين، وقد كان المجتمع السوري مجتمع تعددي، ففي جميع المدن كانت هناك أعراق مختلفة.”
محمد عنان – المركز الصحفي السوري
المقال في الصحيفة