ذكرت الصحيفة في مقال ترجمه “المركز الصحفي السوري” أن بداية عام 2016 كانت مروعة بالنسبة للألمان , ففي سابقة هي الأولى من نوعها شهد الألمان أكثر من 500 حادثة سرقة واعتداء على النساء في ليلة واحدة .
من الذي قام بهذه الاعتداءات على النساء في كولونيا؟ هل هم من اللاجئين الذين قدموا إلى ألمانيا كما اعتقد البعض؟ هل هم من طالبي اللجوء ؟ أم هي شبكة إجرامية منظمة كما ألمح إليها وزير العدل ؟ لا يوجد حتى الآن براهين تدين أي جهة.
أوردت الصحيفة أن مسؤولين أكدوا سفر آلاف المواطنين الألمان إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم الدولة , و حذروا من أن يتسلل بعض الإرهابيين إلى ألمانيا مستغلين هجرة اللاجئين , حيث وصل عدد اللاجئين إلى أكثر من مليون شخص نهاية عام 2015 .
من غير المستغرب أن يشعر الألمان بالصدمة والرعب عقب الاعتداءات الأخيرة حيث أنهم اعتادوا على الشعور بالأمان والاطمئنان في بلدهم لفترة طويلة .
سياسة الباب المفتوح أمام المهاجرين في ألمانيا لم تكن جديدة وإنما منذ سنوات كان هناك ما يدعى “ثقافة الترحيب” عندما كانت ألمانيا بحاجة إلى المهاجرين المهرة , ولكن منذ بداية عام 2015 شهدت البلاد صعود حزب جديد مناهض للهجرة تماشى معه تزايد الحركات المناهضة للأجانب “بيغيدا” والحركات اليمينية المتطرفة.
لقد لوحظ الانقسام في المجتمع الألماني مؤخرا بين المناهضين لهجرة الأجانب وبين الآلاف من الألمان الذين ينزعون لمساعدة اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
العديد من الأشخاص الذين يعارضون السياسة الحالية في ألمانيا لا يدركون مدى حرص المجتمع الألماني على أن يكون منضبطا ومثاليا, فالحرب العالمية الثانية ليست فقط جزء من التاريخ إنما ارثها ما يزال قائما حتى الآن في العناوين والمعارض و البرامج التلفزيونية وفي القوانين و المناقشات السياسية , فألمانيا ليست مثل أمريكا المتفائلة دائما فهي تتوقع الأسوأ قبل أن يحدث , لذلك فهي تقوم ما بوسعها لتمنع تكرار الحوادث الأخيرة.
ختمت الصحيفة المقال بعد اطلاع “المركز الصحفي السوري” حيث قالت ناشطة يسارية ” انطلاقا من لياقتنا السياسية , نحن لا نريد أن نتحدث صراحة عن عدد المسلمين في بلادنا وماذا يعنون بالنسبة لثقافاتنا وطريقة حياتنا , فنحن لا نريد أن نفقد حريتنا , حريتنا في التعبير وخاصة بما يتعلق بحرية النساء ومساواتهم في المجتمع , وفي نفس الوقت لا نريد لليمين المتطرف أن يترسخ في بلادنا , وأنا لا اعتقد أن معظم الناس يريدون ذلك” , وأضافت بأن المشاعر والعواطف متأججة في الفترة الراهنة وما يهمنا هو ما سيحدث لاحقا .
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ طارق الاحمد
اضغط للقراءة من المصدر