حظيت السعودية بعلاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، والأنظار في 2021 تتجه نحو مستقبلها في الفترة المقبلة.
تترقب السعودية بقلقٍ علاقة أكثر صرامة مع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن المقبلة، الذي لم تكن تفضل فوزه بحشدها إعلامياً لمنافسه ترامب، وما هو ماترجمه تمهل الرياض في تهنئة بايدن بفوزه على عكس مسارعتها لتهنئة ترامب فور فوزه قبل 4 سنوات.
كان ترامب منذ انطلاق ولايته حليفاً وداعماً قوياً للرياض التي كانت الوجهة الأولى له في جولاته الخارجية بعد توليه منصب الرئاسة في 2017، وقد تم التوقيع أثناء الزيارة على صفقات بنحو 460 مليار دولار.
تجلى انحياز إدارة ترامب للرياض بانسحاب الولايات المتحدة في أيار 2018، من الاتفاق النووي الإيراني الذي تتحفظ عليه السعودية لأسباب أمنية تخص المنطقة.
إلا أن الرئيس المُنتخب جو بايدن أشار لتأييده الرجوع إلى الاتفاق النووي الإيراني في حال التزام إيران بالامتثال لشروط الاتفاق، وما هو يهدد مصالح الرياض.
كما أثار موقف إدارة ترامب المتجاهل لاتهامات الأسرة الحاكمة بقضية تصفية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حفيظة شريحة واسعة من السياسيين في الولايات.
وكانت قد أكدت تقارير استخباراتية إقدام فريق أمني سعودي في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في إسطنبول على تنفيذ مخطط عملية قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي بطلب من ولي العهد محمد بن سلمان والتخلص من جثته.
حرب التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن الذي دعمته واشنطن في عهد ترامب، محط انتقادات شديدة لحزب بايدن ونقطة خلاف رئيسية ستواجهها الرياض مع إدارته.
فمن المتوقع أن إدارة بايدن ستعلق دعم واشنطن ستنهي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، كما ستدفع لتسوية الصراع الذي اندلع في مارس/آذار 2015.
تواجه علاقات واشنطن مع الرياض جملة تحديات ستتوضح معالمها مع تسلم إدارة بايدن تلك الملفات قريباً في 20 من الشهر الجاري.
ولكن الرياض تمتلك أوراق هامة تحتفظ بها لكسب إدارة بايدن، قد يكون أبرزها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما تتناقله مواقع إعلامية مؤخراً عقب سماح السعودية للطائرات المدنية والتجارية السعودية بعبور أجوائها، على خطى دول عربية أخرى.
وقد أقام البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية، حفل توقيع الاتفاق الدبلوماسي التاريخي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات منتصف أيلول الماضي، كما كان ترامب الوسيط في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل البحرين والسودان والمغرب في الأشهر القليلة المنصرمة.
كما أن المصالحة بين دول مجلس التعاون الخليجي مع قطر قبل أيام، تعد خطوة إيجابية من شأنها استبعاد ملف قد يشكل نقطة خلاف مع إدارة بايدن، كون قطر حليفاً للولايات باحتضان الأولى لأكبر قواعد العسكرية للولايات وأهمها استراتيجياً في المنطقة.
ستكشف الأيام القادمة، كيف ستحدد الخلافات المتوقعة شكل العلاقات بين الولايات المتحدة و المملكة العربية السعودية.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري