نقلت وكالة الأناضول عن ما وصفتهم “خبراء إستراتيجيين” قولهم: إن “زيارة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى أنقرة، تُعتبر بدايةً لحقبة جديدة في العلاقات بين أنقرة وبغداد؛ حيث من المتوقع أن تستعيد العلاقات زخمًا جديدًا بعدما تضررت في السنوات الأربع الأخيرة؛ إذ كانت آخر زيارة عراقية إلى تركيا على مستوى رئيس وزراء عام 2010”.
وأوضح “سرحات أركمن”، الأستاذ في قسم العلاقات الدولية بجامعة “آهي أوران” التركية، لمراسل “الأناضول”، أن كلا البلدين بحاجة إلى إصلاح العلاقات، في الوقت الذي لا يمكن فيه مواصلة التوتُّر بينهما.
وأكد “أركمن” أن الحكومة العراقية الجديدة، ترغب في إصلاح العلاقات التي تضررت خلال السنوات السابقة؛ حيث إن العراق يشهد أزمة اقتصادية بسبب هبوط أسعار النفط، وفي المقابل فتركيا بحاجة إلى العراق الذي يُعَدّ ثاني أكبر سوق للصادرات التركية.
من جهته أفاد “ويسل آيهان”، رئيس مركز بحوث سلام الشرق الأوسط الدولي، أن زيارة “العبادي” إلى تركيا فتح الطريق أمام تطوُّر العلاقات بين البلدين في مجالات كثيرة، وفي مقدمتها الطاقة، مؤكدًا أن العلاقات دخلت حقبة جديدة، في الوقت الذي تبحث بغداد عن مخرجٍ لها في ظل المشاكل التي تواجهها، وترغب في تطوير علاقاتها مع أنقرة.
وأكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الحكماء للدراسات الإستراتيجية “علي سمين”، أن العراق يريد كسب ثقة تركيا من جديد، مشيرًا إلى طلب بغداد عودة الشركات التركية إلى العراق.
ومن جهتها أكدت مصادر سياسية عراقية رفض رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، طلبًا من نظام الأسد للوساطة بين دمشق والتحالف الدولي، وفتح باب تواصل بين الطرفين عن طريق بغداد.
وقال عضو في البرلمان العراقي عن كتلة “العبادي” لصحيفة “العربي الجديد”: إن “وفدًا سوريًّا وصل بغداد الأسبوع الماضي حاملًا رسالة خطية من بشار الأسد وموجهة إلى (العبادي)، يطلب فيها تدخل بغداد لتقريب وجهات النظر بين دمشق والتحالف الدولي، وفتح باب للتنسيق العسكري حيال الحرب على تنظيم (الدولة)، ولاسيما في ما يتعلق بضربات التحالف الدولي على مواقع وجيوب التنظيم في سوريا”.
وأكد المصدر أن “العبادي” اعتذر عن الموضوع، معللًا ذلك بالوضع العراقي الداخلي وارتباط ملف المصالحة بالملف السوري وجولته الخليجية، وأنه لا يريد أن يظهر بكونه داعمًا لنظام الأسد كحال سابقه نوري المالكي.