بدأت أسعار العقارات في سورية تزداد شيئاً فشيئاً خلال الحرب لترتفع أضعاف أسعارها عما كانت عليه سابقاً بالإضافة لارتفاع أسعار أجور المنازل وتحكم أصحاب رؤوس الأموال بالمواطنين الفقراء.
كان السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المنازل هو دخول العملات الأجنبية على سوق العقارات، فلا يتم في غالب الأحيان بيع أو شراء العقارات إلا على سعر صرف الدولار مما تسبب بارتفاع الأسعار بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار وانعكس هذا الأمر بشكل سلبي على أصحاب الدخل المحدود والشبان الذين يريدون البدء في تأسيس حياتهم.
“أحمد” أحد الشبان من حلب: “لم أعد أتمكن من شراء منزل خلال الأزمة، فراتبي الذي أتقاضاه لا يتجاوز 100$ والمصاريف المرتفعة بالكاد تكفيني للمصاريف الأساسية من طعام وشراب وحاجيات للمنزل”.
لم يقتصر ارتفاع الأسعار على المناطق المحررة وحسب، فالأسعار ضمن مناطق سيطرة النظام أخذت بالارتفاع الكبير، وتاجر العقارات يَمُنّ على المواطنين بأنه يبيعهم الأمان لأن مناطق سيطرة النظام في المدن الكبرى لا تتعرض للقصف الجوي من قبل الطيران الحربي أو المروحي أو بقذائف المدفعية.
“أبو خالد” أحد سكان مدينة إدلب يقول: “قمت ببيع منزلي في إدلب بعد تحريرها بسعر زهيد خوفاً عليه من قصف الطيران، وذهبت إلى حماه وبدأت أبحث عن منزل حسب إمكانياتي المادية، لكنني لم أجد بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، فقمت باستئجار منزل فارغ من كل شيء ضمن الأحياء الشعبية بمبلغ 25 ألف ليرة لأنني لم أجد منزل أفضل منه أو أرخص منه”.
يقوم تجار العقارات بابتزاز المواطنين خلال عمليات الإيجار بمطالبة المواطنين بدفع أجور المنازل طيلة الفترة المدونة في العقد إلا أن النظام قام بإصدار قرار في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يقضي بعدم استلام أجرة المنازل لأكثر من 3 أشهر سلفاً بالإضافة لمنعه مالكي المنازل من إخراج العسكريين الذين يقطنون فيها بعقد إيجار في حال تأخرهم بدفع الأجور المترتبة عليهم مما أثار استياء التجار.
“مصطفى” شاب من حماه يقول: “يقوم أكثر العسكريين بعدم دفع المبالغ المستحقة مقابل آجار المنازل وعدم مقدرة التجار على محاسبتهم خوفاً من الإعتقال، ومما زاد الوضع سوءاً عدم قدرة التجار على إخراج العسكريين عند عدم دفع الأجور بسبب القرار الذي أصدره النظام”.
مشاكل كثيرة أثقلت كاهل المواطن السوري في ظل الحلول الضيئلة المتواجدة أمامه إلا أنه أثبت للعالم المتخاذل عن نصرته، صموده في وجه المصاعب ليبقى السؤال هل ستشهد الأيام القادمة تحركاً دولياً من شأنه إحلال السلام للسوريين في بلد مزقته الحرب ؟!.
مصطفى العباس
المركز الصحفي السوري