بينما لا يزال الغرب ينبذ نظام بشار الأسد ويلقي اللوم عليه في الحرب الوحشية المستمرة منذ عشر سنوات في سوريا، يحدث تحول جديد في الشرق الأوسط حيث يسعى الحكام العرب حلفاء واشنطن الى إحياء العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع النظام السوري.
نشرت وكالة رويترز مقالاُ تحليلياً اليوم 10 تشرين الأول/أكتوبر عن مساعي بعض القادة العرب بإعادة بشار الى الحضن العربي منوهة الى أن هذه المساعي جاءت بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان والاعتقاد السائد بين القادة العرب بأنهم بحاجة إلى رسم مسارهم الخاص.
كما ساهم بإحداث هذا التقارب العلاقات السياسية المستجدة بين العواصم العربية مثل القاهرة وعمان وأبو ظبي وبين روسيا الداعمة لنظام الأسد، والتي كانت تضغط من أجل إعادة دمج سوريا ومواجهة النفوذ الإيراني والتركي في سوريا.
وقال التحليل إن دعم تركيا للسنّة في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك جزء من شمال سوريا هو مصدر قلق للحكام العرب.
لكن في الوقت الذي تتزايد فيه مؤشرات التقارب العربي مع دمشق ستظل السياسة الأمريكية عاملاً معقدًا.
تقول واشنطن إنه لم يطرأ أي تغيير على سياستها تجاه سوريا التي تطالب بانتقال سياسي على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن، ولا تزال العقوبات الأمريكية التي تستهدف دمشق والتي تم تشديدها في عهد الرئيس دونالد ترامب تشكل عقبة خطيرة أمام التجارة.
لكن المحللون في واشنطن يرون أن سوريا لم تكن من أولويات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جو بايدن، والذي يركز على مواجهة الصين وأن إدارته لم تطبق بعد عقوبات قانون قيصر الذي دخل حيز التنفيذ العام الماضي بقصد زيادة الضغط على الأسد.
ويقود الأردن حزمة التحولات في السياسة العربية حيث أعاد فتح الحدود بين سوريا والأردن بالكامل الشهر الماضي وكانت عمان قوة دافعة وراء صفقة لنقل الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر سوريا.
وقال سميح المعايطة الوزير الأردني السابق “عندما يكسر الأردن هذه الحواجز ويقيم العلاقات وهي بهذه الوتيرة، ستكون هناك دول ستحذو حذوه”.
وقال جيم جيفري المبعوث الأمريكي الخاص السابق لسوريا في عهد ترامب لرويترز “أنا متأكد تماما أن الأردنيين يشعرون أن الولايات المتحدة لن تعاقبهم.”
انعكست هذه الرؤية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي حيث التقى وزيرا الخارجية المصري والسوري لأول مرة منذ عقد وفي معرض إكسبو 2020 دبي حيث ناقش وزيرا الاقتصاد السوري والإماراتي إحياء مجلس أعمال ثنائي.
بينما يسعى العديد من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إلى إقامة علاقات جديدة مع دمشق لا تزال المملكة العربية السعودية ذات الثقل الإقليمي مترددة.
قال جوشوا لانديس المتخصص في الشؤون السورية بجامعة أوكلاهوما: “هناك جهد كبير لدفع السعودية وسوريا إلى نوع من المصالحة وأعتقد أن المملكة العربية السعودية تتقدم فهم ينتظرون الولايات المتحدة فقط”.
ترجمة: محمد مهنا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع