بينما تصرخ أم في سوريا فوق جثة ابنها المتناثر إلى أشلاء، وبينما تدوي آلة القتل متفاخرة بصنيعها التاريخي، يجلس رئيساً على كرسيه يحتسي فنجان شاي والعالم بأسره يبتسم من خلف شاشات متآمرة، ليستمعوا جميعاً، لنغمات تشفي العليل، وتريحهم من مظاهر العويل والبكاء والجوع والحصار والدمار.
الملايين ترفع هواتفها الأذكى من ضمائرها لتصوت على خيبة الأرض الواحدة والدم الواحد، فلا شيء الآن أهم من الموهبة الصاعدة، والمصارف التي يزيد تضخمها في سلب الجيوب والعقول والشرف دفعة واحدة!!
بات ذا فويس وأخواته!!، أهم ما في الموضوع لدى الوطن العربي، وأصبح هاجساً يطارد أحلام أجيال فرغت من المضمون والمعنى.
وفيما يتلون بلد بلون واحد، ويلفه السواد والموت، بات من اللازم البحث عن أفيون يسكن الضمير العربي ويجمع السلاطين والأمراء على صوت واحد، وقلب يغني وااا فضيحتاه!!.
وبمجرد تناول الحبة الأولى يأتي النسيان بلا أوجاع قلب ولا عطاء يد، وحكمة عقل، منذ الحبة الأولى أيها العربي، ستعلم أنك على بعد آلاف المسافات من خيمة لجوء تريد دفئا، ومريض يحتاج عونا، ومشرد يحتاج مأوىً، وستعرف أن اللاجئ رقم لامعنى له إن غاص في بحر بلا رجوع أو وجهت له أصابع الاتهام بأنه قاتل لأنه هرب من جحيم كان السبب فيه أنه يدافع عن عروبته، لن يصعب عليك الآن أيها الأخ في الأرض المسلوبة والمستباحة، أن تبكي على بلد قسم إلى حصص، ولا على بيت مات من فيه تحته.
هي جرعة من الفنان الصاعد أو الفنانة التي تخلع ثوبها لتفتن، ها أنت تصوت، هنيئا لك فالتاريخ الآن سيصوت عليك(واااااا عجباه)، وليس العتب على أحد، بل على عقار مغرٍ يعرف أن العرب يحتاجونه ليغطوا عوراتهم دون خجل
ولاشيء يهمهم إلا ذا فويس!؟؟!
المركز الصحفي السوري
زهرة محمد