افتراضية المتحول والثابت للسلطة تعطي بيانات وأعمدة واستراتجيات مختلفة فالثبات محكوم بالدفع والتضحيات التي قد تكون أحيانا ببلد ودولة كاملة، ويسيطر شيء من غباء بغير وعيه للزمن ،فيبيع الحاكم شعبه ويشتريه المتحول الرأسمالي الذي يمتلك السلطة ,ويصعد لون جديد ويختفي لون آخر حتى تصدأ مسننات الزمن وتأتي ماكينة التغيير التي تشن حربا جديدة بحجة التحول من الثابت القديم الى المتحول الجديد.
هكذا بدأت طرق القمع الجديدة للثورات العربية ولانقول ثورات بل الصحو من السبات فكلمة ثورات يخشى سماعها الحكام العرب ،فبدأت شماعة الارهاب والمتطرفين والمتشددين الاسلاميين تلاحق كل شعب استفاق من النوم العميق الذي طاب مئة سنة ومماتعدون، ولكن في التاريخ الحديث للدول العربية منذ خروج الدولة العثمانية منها في عام 1916 وحتى العام الحالي ماذا قدم العرب للإنسانية سوى الفصاحة والخطابة والثرثرة والبغاء.
مازلت مشكلتان تلاحق الشخصية العربية وهما الجنس والدين لم يتحرر منها العقل العربي حتى يجد نفسه في مدراج العقول المبدعة والفاعلة في الأمم الأخرى ،هناك ثروات هائلة وطائلة لدينا كعرب لم تسخر ولم تستثمر إلا لبناء القصور واليخوت ومزراع الخيول،لانريد التعويل على العرب وتحميلهم فوق طاقتهم ولكن نريد التوضيح والبيان والسؤال الذي يجب طرحه لماذا لا تعمل الدول العربية على صناعة جديدة للانسان العربي ومعرفة مواطن وأماكن الخلل وإصلاحه،والجواب يكون بإعادة التركيز على التعليم والبحث العلمي لإنشاء جيل متعلم بكل أطيافه يستطيع إعادة واستعادة مكانة الشخصية العربية بين الأمم الأخرى.العلم والتعليم هما أساس تقدم وتطور كل الشعوب .
بقلم: عمرالمحمد العرودي – كاتب وناشط سياسي من باريس