يبدو أن النظام يعتمد سياسة التهجير القصري مقابل فك الحصار، عن مناطق لم يستطع أن يفرض عليها السيطرة بالسلاح.
فلجأ منذ فترة وجيزة إلى اقتراح فكرة اخراج من يرغب من المدنيين أو الثوار، من مناطق الحصار باتجاه محافظة إدلب، التي سقطت أغلبها بيد الثوار بعد معركة التحرير في الشمال السوري.
نخص مناطق الريف الغربي والتي تعد من المناطق الحساسة، التي تهدد امنه واستقراره والتي باتت معسكرات جيشه المنهار، ومساكن ضباطه التابعين للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.
فقد أخرج منذ شهر ونصف عددا من المدنيين والثوار من مدينة قدسيا، والتي بدورها دخلت شهرها السابع في حصار لا يعرف نهاية الطريق في هذا الموضوع.
أيضا عرض الوفد المفاوض في محيط بلدة مضايا والتي أيضا تشهد حصارا مشددا، من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني مدعومة بقوات النظام، حيث أصابت سكانها مجاعة حقيقية لم يتخيلها عقل في القرن الواحد والعشرين.
فاختار النظام إدلب لكي يؤمن أكثر على ما تبقى له من أماكن صغيرة تحت سيطرته، ولأن تلك المناطق تعتبر المدخل الرئيسي وبوابة للعاصمة دمشق.
فأسأل بعض من ذهبوا إلى الشمال عن سبب خروجهم، فعزز بعضهم القرار إلى عدم توحد الفصائل في تلك المناطق، وبعضهم يحدث على أنه خرج لتأمين عائلته.
هذا الأمر الذي لا يستطيع أحد أن يوقف هؤلاء الأشخاص عن اختيار طريقهم.
وبما أن الدعم لبعض المجالس المحلية والجمعيات الاغاثية، قد خف منذ الإعلان عن الوصول للحل السياسي المزمع تباحثه في جنيف، فهذا أيضا سبب رغبتهم بالخروج والجميع يعلم بأن محافظة إدلب، ومنذ شهر أصبحت هدفا علنيا للطيران الروسي ومركزا المجازر اليومية رغم سقوط الأقنعة، عن وجوه الدول والمسماة بأصدقاء الشعب السوري.
فهل يخطط النظام لتجميع أكبر عدد من الثوار والمدنيين وجعلهم لقمة سائغة، أمام مجازر قواته المدعومة من قبل ميليشيا طائفية ومرتزقة إيرانيين وروسيين؟
أم أنه يخطط لتنفيذ مخطط إيراني لتوطين عائلات الشيعة مكان من يخرجهم من ديارهم بحجة فك الحصار عن المدن والقرى التي يستخدم بها لغة الكماشة ؟
من القلمون الغربي الإعلامي زكريا الشامي ـ المركز الصحفي السوري