بدأ فصل الصيف يرتسم على ملامح الأرض مبعداً فصل الشتاء، مقبلا على الشعب السوري بمعاناة كبيرة وكثيرة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها سوريا، ففصل الصيف بيئة خصبة لتكاثر وانتشار الحشرات التي تعد السبب الرئيسي وراء نقل وانتشار كثير من الأمراض نظراً لقدرتها على الاختباء أو سعة انتشارها وسرعة تنقلها وكثرة أعدادها، في حين أن الاهتمامات موجهة بالدرجة الأولى في الحروب والامور العسكرية متناسين أموراً أخرى يمكن وصفها بأنها أفات أو مأسٍ يعيشها الشعب السوري في الداخل.
تتصدر المرتبة الأولى ضمن قائمة المخلوقات الأكثر إضراراً بالبشر الحشراتُ الناقلة للأمراض والمزعجة بسبب انتشارها الواسع والكثيف في ظل غياب الأدوات والمعدات والاهتمام اللازم لحل تلك المشكلة.
تشكِّل الحشرات خطراً كبيراً على صحة الإنسان نظراً لطريقتها في العيش والتغذية، فهي تعتبر أكبر ناقل خطر للأمراض المعدية ، إذ تنقل الأمراض والجراثيم من مكان إلى آخر، نتيجة نشاطها الكبير في نقل البكتريا المسببة لأمراض كثيرة.
فأحد أهم الأسباب لتنامي مشكلة الحشرات هو عدم التعامل المستمر مع مكبات القمامة التي كادت تملأ الطرق و الأماكن العامة، “فالإهمال – المتعمد أغلب الأحيان في هذا الجانب- يستوجب حلولاً جذريةً لا إسعافية” على حد قول الأهالي، كما أكدوا أن الحلول والطرق المستخدمة في هذا الجانب لا تكفي للقضاء على هذه المعاناة.
ولا ننسى أن عدم القيام بحملات الرش المنتظمة للمزروعات والمواشي له تأثير مهم في هذه المشكلة، حيث أكد لنا الشيخ المسن علي الحاج أحمد أحد أهالي بلدة معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي أن عمليات الرش للمزروعات والمواشي بالمبيدات الحشرية اللازمة لم تفعّل من قبل الجهات المختصة بهذا الأمر منذ أوائل العام الماضي 2015 مطالباً إياهم بالتدخل السريع لحل ذلك الأمر.
بينما أكد مسؤول عمليات الرش والتنظيف في مديرية الإرشاد الزراعي في ريف إدلب أن المعدات والأجهزة ليست موجودة دائما، والحصول عليها شيء ليس بالأمر السهل؛ فمصدرها الوحيد النظام ونادراً ما نحصل عليها من الخارج.
وفي حديث مع أحد الأطباء العاملين بالمشافي الميدانية بريف إدلب قال: ” إن الحالات المرضية التي تسببها الحشرات ترتفع بشكل ملحوظ في فصل الصيف مع بدء أنتشار الحشرات وغياب التعامل اللازم معها
ومنها:
(التيفود و الكوليرا والرمد الصديدي وسببه الذباب)
(الحمى الصفراء و الملاريا وسببه البعوض)
(الجراثيم الضارة وسببها الصرصار)
(الطاعون وسببه البراغيث)
(اللاشمانيا أو ما يعرف بحبة حلب وسببها البق)
وغيرها من الأمراض كثيرة ولا تغيب عن أذهان أحد..
لكن ورغم كل ما ذكرناه سابقاً.. دائما يوجد حلول وابتكارات مبدئية تحدّ من تفاقم الأمور وإن كان بشكل جزئي لكنها تفي بالغرض أغلب الاحيان، فهذا الشعب تأقلم مع الوضع الحالي في ظل نقص كل مقومات الحياة وأعتاد على صنع شيء من لا شيء”
كما أفاد المرشد الزراعي خالد المصطفى بأن بعض الحشرات الصيفية من الممكن القضاء عليها بالطرق البدائية والمنزلية البسيطة التي لا تحتاج إلى معدات وأجهزة متخصصة في هذا المجال
بعض الحشرات وطرق التخلص منها:
1_الذباب: بالنظافة داخل البيت وخارجه، مع تأمين نوافذ المنزل بالسلك المانع للحشرات والعودة مرة أخرى لاستخدام مضارب الذباب لمطاردته داخل البيت بدلا من المبيدات، وعدم ترك أي طعام أو شراب دون غطاء.
2_البعوض: الحرص على استخدام (ناموسية السرير) وقت النوم إن وجدت، ففي محيط المنزل الكثير من المزروعات أو المياه الراكدة وهي بيئة خصبة للبعوض.
3_الصراصير: تغطية البالوعات داخل المنازل واستخدام الايروسولات، مع الحرص على عدم ترك القمامة لوقت طويل في المطبخ، وغسل صندوق القمامة كل ثلاثة أو أربعة أيام.
4_النمل: عند تواجد النمل بالمطبخ أو الشرفات يمكن القضاء عليه بإضافة الكيروسين (الكاز) السائل أو النفتالين إلى ماء التنظيف بتركيزات عالية وبصفة دورية بجانب استخدام الايروسولات المعتادة الآمنة، والحرص على سد الشقوق والفراغات في جدران دورات المياه بالإسمنت.
5_العث وحشرات الفرش: يمكن الحد منها خاصة عند تخزين الملابس أو السجاد بوضع النفتالين داخلها ورشها بالايروسولات والحرص على عدم تخزين أي شيء أسفل السرير وأعلى الدواليب فهي أماكن لتراكم الأتربة التي تعتبر مأوى وملجأ للعث والعناكب الصغيرة، أيضاً يجب تهوية الأغطية والمراتب أسبوعيا (على الأقل) وغسل الصحون بالماء الساخن والصابون.
وأكد قائلاً بأن هذه الطرق ليست للمكافحة إنما للوقاية منها وللحد من انتشارها بشكل كبير.
إلى متى سيبقى هذا الشعب صامداً رغم كل هذه المعاناة والصعاب التي يواجهها ورغم العودة لأساليب الحياة البدائية في تحصيل متطلبات حياته بالحد الأدنى
المركز الصحفي السوري
محمد الأحمد