يعيش السوريون حياة تكاد تخلو من الإنسانية، حياة تفتقر لأبسط المقومات المعيشية جراء الحرب، و يأتي الشتاء ببرده القارس و عواصفه الثلجية فيزيد من المعاناة و الأوجاع ليكون البشر الضحية الأولى و بالأخص من اتخذ الخيام مأوى له.
تسببت موجة الصقيع التي ضربت البلاد في الأيام الماضية بتعطيل الحركة في الأسواق و الشوارع و قطع بعض الطرقات في المناطق الجبلية نتيجة تراكم الثلوج فيها، وعلى الرغم من فوائد الثلوج والصقيع باعتبارها تشكل ذخيرة للمياه الجوفية وتقتل كل ما هو ضار، إلا أنها تشكل العدو الأول للمحاصيل الزراعية حيث تسببت بإتلاف العديد منها و بالأخص محاصيل البيوت البلاستيكية التي تنتشر بكثرة في الساحل السوري.
و نظرا لذلك دعت صفحات موالية للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مضار الصقيع على محصول البندورة المهدد بالتلف في ظل ساعات التقنين الطويلة للكهرباء طالبين من الوزارة زيادة ساعات التشغيل في أيام الصقيع.
و أبدى مزارعو الحمضيات في الساحل استياءهم من تجاهل حكومة النظام وعودها المتكررة في تصريف محاصيلهم التي تكدست في الأراضي، في حين تقوم بعض شركات التسويق بإعطائهم الأمل وشراء محاصيلهم لتسويقها في الأسواق الروسية بأسعار خيالية دون تحميل المزارعين نفقات النقل و ذلك بهدف دعم الصادرات الوطنية على حسب زعمهم.
وذكرت وسائل إعلامية أن سعر حبة البندورة في روسيا وصل إلى 145 روبل روسي، أي ما يعادل 2 دولار أمريكي، بعد قرار روسيا حظر استيراد المنتجات الزراعية من تركيا، في حين يبلغ سعر كيلو البندورة في سوريا 400 ليرة أي ما يعادل دولاراً واحداً، وهو من أهم المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة الساحلية.
وانضمت الثروة الحيوانية لأضرار الصقيع و بالأخص الدواجن و المواشي حديثة الولادة، وبالأخص في المناطق المحررة التي تعاني من انعدام الكهرباء و ارتفاع أسعار المحروقات، ونتج عن ذلك إغلاق العديد من المداجن و مزارع لتربية المواشي مما سبب ارتفاعاً في أسعار اللحوم التي أصبحت من كماليات الحياة في وقت يعجز المواطن السوري عن شراء أساسيات المعيشة، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم ل3200 بينما لحم الفروج 1300.
تعددت الأسباب والمعاناة واحدة، فالحرب و الظروف المناخية انعكاسات سلبية على حياة المواطن السوري الذي لاحول له ولا قوة في حين تستمر دول العالم بالتعامي عن معاناة أهالي مضايا المحاصرة الذين يشتهون كسرة خبز تنسيهم طعم أوراق الشجر، و متجاهلين آلاف السوريين في المخيمات الذين يحلمون بسقف دافئ مع عائلاتهم.
المركز الصحفي السوري – سماح خالد