بعد 4 أعوام من ظلام دامس غاصت به ليال مناطق سيطرة المعارضة السورية، شرع النور يتسلل إلي شوارعها مع بدء مشروع لإضائتها باستخدام الطاقة الشمسية.
وتعتبر الخطوة الحل الوحيد جراء غياب الكهرباء عنها طوال السنوات الماضية، نتيجة استهداف النظام للبنى التحتية لتلك المناطق.
وقد تسبب الظلام الحالك، الذي يغطي ليالي المنطقة، عدة مشاكل في تلك المناطق كحوادث المرور وسرقات البيوت والمحلية التجارية، ما جعل إضاءة الشوارع حاجة ملحة تصدت لها منظمات محلية عبر تركيب أجهزة إنارة وتزويد بالطاقة عبر ألواح الطاقة الشمسية، بحسب مراسل الأناضول.
وتم تركيب أجهزة الإنارة بشكل مبدئي في بلدتي “معرة حرمة” و”حاس” (تتبعان محافظة إدلب/ شمال)، فضلاً عن مدينة كفرنبل بريف إدلب، وأحياء في مدينة إدلب، فيما يقول القائمون عليه أن المشروع سيغطي كافة مناطق سيطرة المعارضة في البلاد خلال الأشهر القادمة.
وأفاد المهندس “أحمد كامل”، المشرف على المشروع في بلدة “معرة حرمة”، بريف إدلب الجنوبي أن المشروع تم تنفيذه من جانب منظمة “بناء وعطاء” المحلية، بمساعدة الشرطة الحرة التابعة للمعارضة، بهدف إنارة الشوارع في القرى والبلدات التي انقطعت عنها الكهرباء لأعوام وأسفرت عن مشاكل كبيرة لا سيما في فصل الشتاء.
وأشار إلى أنه تم تركيب نحو 200 جهاز إنارة بالاقة الشمسية على أعمدة الشوارع العامة والفرعية في المنعطفات والأحياء الضيقة والمقابر” في بلدة معرتحرمة وحدها.
وعن آلية عمل ألواح الطاقة الشمسية أوضح كامل، لمراسل الأناضول، تقوم العملية على تركيب بطارية بطاقة 55 أمبير ولوح شمسي قياس 50 فولت، بالإضافة إلى ضوء موصول على دائرة فصل، تعمل تلقائياً لدى حلول الظلام، مشيراً إلى أن تكلفة جهاز الإنارة الواحد على الأعمدة يبلغ 150 دولار.
وأشار “كامل” إلى أن المشروع المملو من جهات مانحة (لم يسمها) سيتم تعميمة على أكبر مساحة ممكنة، وسيكون له أثر كبير في تخفيض حوادث السير لا سيما أن معظم الناس يقودون دون إنارة، بسبب استهداف الطيران الحربي بالرشاشات لأي مركبة تسير على الطرقات ليلاً، لافتاً إلى أن السير بدون إضاءة أسفر عن عشرات الحوادث معظمها عن طريق اصطدام المركبات أودت بحياة الكثيرين.
من جانبه، قال محمد علي، أحد سكان البلدة،: عانينا كثيراً خلال الأعوام الفائتة بسبب الظلام الدامس، لاسيما في فصل الشتاء، حيث لا يمكن السير من دون إنارة بتاتاً، ووقعت بسبب الظلام عشرات حوادث السير والسرقات حيث يستغل ضعاف النفوس الوضع ويقومون بعمليات السطو.
وأوضح “علي” أن الإنارة الجديدة باتت تكشف المحال كلها ما يجعل السارق يحسب ألف حساب قبل محاولة السطو على المنازل والمحال، معتبراً أن شمعة مضيئة باستمرار خير من ظلام أبدي، وفق تعبيره.
وتعاني مناطق سيطرة المعارضة من انقطاع شبه كامل للتيار الكهربائي، ما دفع المواطنين فيها إلى الجوء للمولدات للحصول على الكهرباء لبضع ساعات في اليوم.
الأناضول