ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، نقلًا عن مصادر في الخارجية التركية، بأن هناك توجهًا تركيًا للقبول ببقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لفترة انتقالية قصيرة، وهو ما اعتبرته المصادر امتدادًا لتقارب أنقرة مع موسكو.
ونقلت الصحيفة اليوم، السبت 9 تموز، عن المصادر قولها “إن هذا لا يعني تغيرًا في موقف أنقرة من الأسد، إذ أنها تتمسك برحيله، لكنها قد تقبل ببقائه لمرحلة انتقالية قصيرة ربما لا تتجاوز الستة أشهر من خلال توافق مع القوى الدولية وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة”.
ورأت المصادر أن عودة تركيا لتقييم سياساتها تجاه سوريا ترجع في المقام الأول إلى التهديدات الكردية، إلى جانب تضرر مصالح تركيا خلال السنوات الخمس الماضية بسبب التشدد في التعامل مع قضية وجود الأسد.
وذكّرت المصادر بخطة سابقة وافقت عليها تركيا قبل إسقاط الطائرة الروسية على حدودها مع سوريا في تشرين الثاني 2015، اقترحتها على روسيا مجموعة من تسع دول، وتتضمن الإعلان عن مرحلة انتقالية في إدارة البلاد لمدة ستة أشهر يبقى فيها الأسد رئيسًا بصلاحيات رمزية غير إدارية أو سياسية أو عسكرية ليغادر منصبه في نهايتها وتجرى انتخابات جديدة في البلاد.
المصادر أعربت عن اعتقادها بأن روسيا نفسها لن تتمسك ببقاء الأسد إلى ما لا نهاية، لكنها تسعى لضمان مصالحها في سوريا التي يمكنها التوافق بشأنها مع القوى الدولية الفاعلة هناك.
ولم تخف المصادر انزعاج تركيا من استمرار الدعم الأمريكي والروسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب الكردية”، معتبرة أن استمرار الأسد لفترة قد يكون ضمانًا لعدم تهديد الدولة التركية بقيام دولة كردية على حدودها مع سوريا لها امتداد داخل تركيا تتمثل في منظمة “حزب العمال الكردستاني” التي تسعى للانفصال جنوب شرق تركيا في إطار السعي لإقامة دولة كردستان الكبرى على أراض في العراق وسوريا وتركيا وإيران، بحسب الصحيفة.
وتحاول تركيا التقارب مع المحور الروسي والإسرائيلي في مسعىً لتشكيل تحالفات جديدة وتجنب المشكلات ضمانًا لمصالحها الحيوية. ويرى مراقبون أن التقييم الجديد في السياسة التركية سينعكس على الأزمة السورية خاصة وأنها مع روسيا تؤكدان على وجود أرضية مشتركة تجمعهما حيال الصراع في سوريا، وهي وحدة سوريا، وحق السوريين في تقرير مصير بلادهم.
عنب بلدي