“بلد النيل المضياف”، بهذه التسمية وصف اللاجئون السوريون بلد السودان بعد أن احتضن آلاف الفارين من الحرب في سوريا نظرا للتسهيلات التي منحت لهم، إذ أنه البلد الوحيد الذي يستقبلهم عن طريق شركات الطيران السورية دون الحاجة لتأشيرة دخول، فضلا عن حسن المعاملة لدرجة أن أطلقوا على أنفسهم “مواطنون لا لاجئون”.
وبعد أن كان السودان ملاذ السوريين والباب الوحيد الذي فتح أمامهم في وقت أغلقت جميع الدول أبوابها أمامهم وأولها الجارة تركيا، فوجئوا بقرار ينص على فرض تأشيرة دخول على جميع الراغبين بدخول الأراضي السودانية بمن فيهم السوريين، حيث ذكر المكتب الصحفي التابع لشرطة السودان في صفحته الرسمية في موقع فيسبوك “إن وزارة الداخلية أصدرت قراراً يفرض على المواطنين السوريين تأشيرة لدخول الاراضي السودانية”.
وقررت الداخلية السودانية إيقاف جميع عمليات الجنسية والتجنيس ومنح الجوازات السودانية لغير السودانيين، والجوازات التي تم إصدارها لغير السودانيين سيتم اعتبارها جوازات سفر مؤقتة مدتها 5 سنوات اعتباراً من تاريخ منحها وغير قابلة للتجديد.
واعتبر السوريون هذه القرارات مجحفة بحقهم وكارثة كون اللاجئين في السودان دفعوا مبالغ خيالية تقارب 5آلاف دولار للسماسرة في وزارة الخارجية ليحصلوا على الجواز السوداني الذي يخولهم التنقل بين البلدان بعد أن أصبح جوازهم السوري عديم النفع ومن أسوء الجوازات المصنفة من حيث المواطنة والخدمات، وبحصر فعاليته ضمن خمس سنوات من إصداره سيخسرون نقودهم والجواز في آن معا.
وربط بعض المحللين السياسيين قرار الحكومة السودانية مع القرار الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس المنتخب ترامب حول منع دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة حتى إشعار آخر، وذلك في إطار إجراءات جديدة أعلن عنها بهدف “منع الإرهابيين الإسلاميين” بحسب تسميته لهم، ووقع ترامب على أمر تنفيذي ينص على تعليق قبول كافة اللاجئين لأربعة أشهر، كما أمر بتعليق دخول الزائرين القادمين من 6 دول ذات أغلبية مسلمة لثلاثة أشهر.
ويشكل السوريون في السودان نسبة لا بأس بها وساهموا بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد السوداني جراء افتتاحهم منشآت ومشاريع تنموية وتربطهم علاقة طيبة مع الشعب السوداني لا يمكن لأحد نكرانها، وذلك ماشجّع كثيرا منهم للجوء إليها، يقول أبو محمد وهو لاجئ منذ 3 سنوات في الخرطوم:” شعبها من أبسط وألطف الشعوب، لم أشعر يوما أنا وعائلتي أننا لاجئون فيها بل على العكس ما إن يعرفون أننا من سوريا يسرعون لخدمتنا وتلبية حاجاتنا على عكس الدول العربية الأخرى التي بات فيها السوري مجرد إرهابي يجب تجنبه”.
ويضيف أبو محمد:” صدمت عندما سمعت بالقرار الذي يخصنا ولا أعلم ما الهدف منه وكأن الأبواب جميعها ستغلق بوجهنا، لا نملك سوى أن ندعو الله بالفرج القريب”.
المركز الصحفي السوري _سماح الخالد