كشف باحثون من جامعة هاواي في دراسة نشرت مؤخرا عن أكبر بركان درعي في العالم وأشدها حرارة، بعد أن توصلوا إلى عدة أدلة تؤكد أن بركان “بوهاهونو” في جزر هاواي ضعف حجم بركان “مونا لوا” الذي يتربع الآن على عرش هذه الفئة من البراكين.
البركان الدرعي نوع من البراكين عريضة المساحة، وتأتي تسميته لشدة مشابهته للدرع. ويتشكل بالكامل تقريبا من تدفقات الحمم البركانية، ويمتلك قمة عريضة مع أطراف ذات ميلان بطيء.
واعتقد علماء الجيولوجيا لفترة طويلة أن بركان “مونا لوا” في جزيرة هاواي -الذي يغطي مساحة 5270 كيلومترا مربعا- هو أكبر بركان في العالم.
“السلحفاة” الأكبر
في دراسة علمية تنشر في عدد يوليو/تموز القادم من دورية “إيرث آند بلانت ساينس لترز” قام فريق من علماء البراكين ومستكشفي المحيط من جامعة هاواي بإجراء مسح للبراكين شمال غرب هاواي التي تشكل جزءا من سلسلة جبال “إمبيرور” تحت البحر.
تم خلال العملية تحليل صخور بركان “غاردنر بناكلز” الذي يطل بقمته فوق المحيط في شكل جزيرة بركانية صغيرة تسمى “بوهاهونو/السلحفاة التي تستنشق الهواء” ترتفع حوالي 4500 متر فوق قاع البحر ولا تمثل سوى ثلث حجم البركان.
كما قام الفريق كذلك بإعداد خرائط لقياس الأعماق ونماذج حاسوبية لتقدير حجمه بشكل دقيق.
وأظهرت نتائج توصل إليها الباحثون بهذه الدراسة أن بركان “بوهاهونو” الدرعي في الحقيقة أكبر من “مونا لوا” بكثير، إذ يبلغ حجمه ضعف حجم هذا الأخير.
وقدر الباحثون حجم بركان “السلحفاة” بحوالي 148 ألف كيلومتر مكعب مقابل حجم لا يتجاوز 74 ألف كيلومتر مكعب بالنسبة لبركان “مونا لوا”.
ولم يكن هذا الاكتشاف مفاجئا، فقد اقترح باحثون منذ 1974، بناء على بيانات مسح محدودة، أن يكون “بوهاهونو” الأكبر من نوعه. لكن دراسات لاحقة استندت إلى بيانات أكثر شمولا لبركان “مونا لوا” أمالت الكفة لهذا الأخير كأكبر بركان درعي في العالم.
والأسخن أيضا
بالإضافة إلى إثبات أن “بوهاهونو” الأكبر من نوعه، توصل الباحثون أيضا إلى أنه الأكثر سخونة. ووجدوا أن الوشاح الساخن للغاية قد يكون وراء الكميات الكبيرة من الصهارة التي أدت لتشكيل مثل هذا البركان الضخم.
فالحجم الهائل لهذا البركان يعكس درجة حرارة انصهاره العالية، والتي ربما تكون قد نتجت عن “موجة” واحدة من عمود الوشاح تحت جزر هاواي، وهو عبارة عن موجة من الصخور الساخنة غير العادية داخل وشاح الأرض.
يقول الباحث مايكل غارسيا من جامعة هاواي والمؤلف الرئيسي للدراسة “درجة الحرارة التي حسبناها تعتمد على تركيبة الصخور ومعادنها وكانت 1700 درجة مئوية. أي أنها ساخنة بشكل استثنائي مقارنة بأي حمم معروفة خلال الـ 65 مليون سنة الماضية”.
وأوضح الباحثون أن سلسلة جبال “إمبيرور” البركانية تحت سطح المحيط في هاواي -والتي ينتمي إليها بركان “بوهاهونو”- واحدة من أعمدة الوشاح الأكثر دراسة من قبل العلماء، ومع ذلك ما زال هناك المزيد مما يمكن معرفته حول تاريخها من خلال رسم الخرائط وأخذ العينات.
وحتى الآن “ليس لدينا سوى فكرة عامة عما يوجد في الأسفل، لكن التفاصيل لا تزال بعيدة المنال” كما يقول غارسيا.
نقلا عن الجزيرة