أعلنت السعودية إقامة الحج هذا العام، حصراً لحجاج الداخل من المملكة وبأعداد محدودة جداً، في ظل استمرار جائحة «كورونا». وقالت وزارة الحج والعمرة، إن القرار الذي صدر أمس (الاثنين)، يأتي «حرصاً على إقامة الشريعة» بشكل آمن صحياً، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان، «تحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية».
وأكدت المملكة، أنه «انطلاقاً من حرصها الدائم على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي من أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وصحة وسلامة، حرصت منذ بدء ظهور الإصابات بفيروس كورونا وانتقال العدوى إلى بعض الدول، على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية ضيوف الرحمن، بتعليق قدوم المعتمرين والعناية بالمعتمرين الموجودين في الأراضي المقدسة، وهو ما لاقى مباركة إسلامية ودولية لما كان له من إسهام كبير في مواجهة الجائحة عالمياً، ودعماً لجهود الدول والمنظمات الصحية الدولية في محاصرة انتشار الفيروس».
وكانت السعودية اتخذت احترازات مشددة للمحافظة على أمن وسلامة أرواح زوار الأماكن المقدسة؛ إذ أوقفت العمرة منذ الرابع من مارس (آذار) الماضي، كما أوقفت في ذلك الحين الصلوات في المساجد، وكذلك تأشيرات الدخول لأداء العمرة.
وقال بيان وزارة الحج والعمرة، أمس، إنه «نظراً لما يشهده العالم من تفشٍ لفيروس كورونا المستجد في أكثر من 180 دولة حول العالم، بلغ عدد الوفيات المتأثرة به قرابة نصف المليون، وأكثر من 7 ملايين إصابة، وبناءً على ما أوضحته وزارة الصحة السعودية حيال استمرار مخاطر هذه الجائحة وعدم توفر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي، خصوصاً مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول وفق التقارير الصادرة من الهيئات ومراكز الأبحاث الصحية العالمية، ولخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توفير التباعد الآمن بين أفرادها، وفي ظل استمرار هذه الجائحة، وخطورة تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية، والتنقلات بين دول العالم، وازدياد معدلات الإصابات عالمياً، فقد تقرر إقامة حج هذا العام (1441هـ – 2020م) بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة».
وأوضح البيان، أن القرار جاء «حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية». وقال إن «حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهي تتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين في كل عام، لتؤكد أن هذا القرار يأتي من حرصها الدائم على أمن قاصدي الحرمين الشريفين وسلامتهم حتى عودتهم إلى بلدانهم».
وثمّنت «هيئة كبار العلماء» في السعودية القرار، موضحة أن «الشريعة الإسلامية دعت إلى بذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر أو التقليل من ذلك، وعلى دفع الضرر قبل وقوعه، ورفعه بعد وقوعه أو التخفيف منه»، منوهة بـ«أهمية إقامة شعيرة الحج من دون أن يلحق ضرر بأرواح الحجاج».
وأيدت وزارة الأوقاف المصرية قرار السعودية، مؤكدة في بيان، أمس، أن «هذا القرار يتسق مع مقاصد الشرع في الحفاظ على النفس من جهة، وعدم تعطل النسك كلية من جهة أخرى».
ومن مقرها في مكة المكرمة، أيدت «رابطة العالم الإسلامي» في بيان عن العلماء المنضوين تحت مظلة «المجلس الأعلى للرابطة» و«المجمع الفقهي الإسلامي» و«المجلس الأعلى العالمي للمساجد»، قرار السعودية بشأن الحج. وأوضح البيان أن «الظرف الطارئ للجائحة يُمثل حالة استثنائية يتعين شرعاً أخذُها ببالغ الاهتمام والاعتبار، حفاظاً على سلامة حجاج بيت الله الحرام».
وأشار إلى أن «مثل هذا القرار يضاف بتثمين عالٍ إلى القرارات الحكيمة والشواهدِ الحية على مستوى حرص السعودية على سلامة قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف من بداية أزمة تلك الجائحة وامتداداً إلى احتياطات حج هذا العام، حيث لا تزال خطورة هذه النازلة مهددة للأبدان والأرواح». وخلص إلى أن القرار «ضرورةً مُلِحَّةً تفرضها الأحكام الشرعية والتدابير الوقائية».
نقلا عن الشرق الاوسط