اتفق الطرفان الرئيسيان في النزاع الليبي أثناء لقائهما في أبو ظبي الثلاثاء على العمل من أجل حل الأزمة، من دون إعلان إجراءات ملموسة، بحسب بيان نشره كل منهما الاربعاء.
ونجحت مبادرة إماراتية في جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الامم المتحدة والغرب فايز السراج وقائد القوات الموالية للسلطة الموازية في الشرق المشير خليفة حفتر في لقاء في ابو ظبي هو الأول منذ كانون الثاني/يناير 2016 عندما تولى السراج منصبه.
وشدد المسؤولان في بيانيهما على الحاجة الى حل الازمة الاقتصادية والسياسية وتوحيد الجهود لمكافحة الارهاب و”العمل على رفع المعاناة عن” الليبيين.
كما أكد بيان حكومة الوفاق ضرورة “لم شمل الوطن وتوحيد مؤسسات الدولة في إطار الشرعية والقانون والحفاظ على مبادئ ثورة السابع عشر من شباط/فبراير” عام 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي.
لكن مسألة تشكيل جيش ليبي موحد ما زالت موضع خلاف بين المعسكرين على ما يبدو.
فقد أكد السراج في بيانه الاتفاق على “وضع استراتيجية متكاملة لتطوير وبناء الجيش الليبي الموحد وفق أحدث المعايير والمواصفات، والتأكيد على انضواء المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية”.
في المقابل أفاد بيان المشير حفتر ان الطرفين اتفقا على “عدم التفريط في تضحيات الجيش الليبي والليبيين الشرفاء في كامل انحاء البلاد، شرقها وغربها وجنوبها، وحفظ السيادة الوطنية وتمكين المؤسسة العسكرية من اداء مهامها كاملة في محاربة الارهاب”.
وأضاف ان الحوار تطرق “الى ضرورة العمل على رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي”.
ويدعم برلمان منتخب مقره في الشرق قوات المشير حفتر، ولا يعترف بشرعية حكومة السراج ومقرها طرابلس رغم انها تحظى باعتراف الامم المتحدة.
كذلك أشار البيانان الى اتفاق السراج وحفتر على “تهدئة الأوضاع في الجنوب” حيث يتواجه المعسكران في محيط قاعدة عسكرية جوية قرب مدينة سبها.
أَضاف بيان حفتر ان المسؤولين ناقشا “المعوقات التي حالت دون تنفيذ الاتفاق السياسي واجراء تعديلات عليه”.
وكان يفترض أن يلتقي المسؤولان في القاهرة منتصف شباط/فبراير بمبادرة مصرية للتفاوض بشأن تعديلات على اتفاق سياسي ابرم في كانون الاول/ديسمبر 2015 برعاية الامم المتحدة وتم بموجبه تشكيل حكومة الوفاق. ولم ينص هذا الاتفاق السياسي على اي دور للمشير حفتر، لكنه فرض نفسه كمحاور أساسي بعد سيطرته على الموانئ النفطية الرئيسية في البلاد.
ودعت وزارة خارجية الامارات مساء الثلاثاء الى البناء على اللقاء النادر، مشيدة “بالأجواء الإيجابية” التي سادت المحادثات.
كما طالبت الوزارة الاماراتية باستبدال رئيس بعثة الامم المتحدة مارتن كوبلر “في اسرع وقت” لضمان “مواصلة الأمم المتحدة في كونها داعما قويا للجهود الرامية إلى معالجة الأزمة”. وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش سعى مع بداية ولايته الى تعيين الفلسطيني سلام فياض خلفا لكوبلر الذي يقود البعثة الاممية منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015.
ومنذ توليها مهامها في طرابلس في آذار/مارس 2016 لم تنجح حكومة الوفاق في بسط سلطتها على كامل البلاد. وبعد ست سنوات على الانتفاضة التي اطاحت القذافي، لا تزال ليبيا غارقة في فوضى تنعكس سلبا على اقتصادها، فضلا عن خصومات سياسية مستمرة.
القدس العربي