أصدر الملتقى المدني للرقة الأربعاء الموافق لـ 28/6/2017 بياناً عنونه بـ(مآسي الرقة لا تنتهي)، وقال هذا البيان أن عدد الضحايا تجاوز الألفي مدني منذ بدء حملة غضب الفرات في أواخر عام 2016 وأنّ ما يمارس هو تدمير ممنهج أمام مرأى المجتمع الدولي، ووصف ما يحدث باحتلال جديد للمنطقة, داعيا الأطراف المعنية على تحمل مسؤولياتها.
كما كشفت تقارير حقوقية مؤخراُ عن وقوع مجازر في معركة الرقة, التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة قوات خاصة أميركية وإسناد من طائرات التحالف الدولي, ووثق مقتل ما لا يقل عن 173 شخصاً في مدينة الرقة بينهم أطفال ونساء منذ الخامس من شهر حزيران/يونيو من العام الجاري وحتى 28 من الشهر ذاته, قتلوا أغلبهم في قصف جوي من التحالف الدولي, ويعتبر هذا الرقم تقريبي ومن المرجح أن يكون العدد أعلى بكثير في ظل الغياب الإعلامي.
ولم تتوقف هذه المجازر عند هذا الحد في ظل استمرار الحملة على معقل التنظيم في سوريا، ووجود أكثر من 100 ألف مدني محاصر في المدينة يهددهم الموت, وفقاً لما صرحت فيه الأمم المتحدة أمس, مشيرتاً أن هناك انتهاكات وإساءات ارتكبتها مجموعات تتبع لقوات سوريا الديمقراطية في مناطق تحت سيطرتها ، مثل مدينة الطبقة ، بما في ذلك أعمال نهب واختطاف واحتجاز تعسفي خلال عمليات التمشيط بالإضافة إلى تجنيد أطفال، لتحقق التقدم والانتصارات السريعة على حساب المدنيين.
وتأتي هذه المجازر أثناء قيام طائرات التحالف بتمهيد الطريق أمام القوات البرية من أجل التقدم وتحقيق مزيد من السيطرة، والضحية خسائر البشرية بين المدنيين والمزيد من الأضرار المادية والتدمير في البنية التحتية لمدينة الرقة، من مشافي ومرافق عامة ومؤسسات خدمية ومباني سكنية.
هذا بالإضافة لمئات الإصابات المدنية التي تحتاج لخدمة طبية مع نقص حاد في النقاط الطبية بعد تدميرها واستهدافها من طائرات التحالف الدولي, في الوقت الذي تتكثَّف فيه الهجمات الجوية والأرضية، ويزداد إغلاق الطرقات المؤدية إلى النجاة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية تمكنت خلال معارك استمرت ثلاث أسابيع، من السيطرة على نحو 25 في المئة من مدينة الرقة، في إطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية أشهر بدعم من التحالف الدولي بغية السيطرة على مدينة الرقة وريفها.
ويشار أن نحو300 ألف نسمة كانوا يقيمون في الرقة قبل بداية الحرب في سوريا غالبيتهم من العرب السنة, كما كان يعيش فيها آلاف المسيحيين الأرمن والسريان، في حين يشكل الأكراد نحو 20 بالمئة من سكانها.
مجلة الحدث- سالم البصيص