يسود الخوف على تفاصيل الحياة في أحياء حلب التي تسيطر عليها قوات النظام، وأصبحت المدينة مقسمة بين المعارضة من جهة، وقوات النظام مدعومة بالميليشيا من جهة أخرى، وأشار مراسل “السورية نت” في حلب، محمد الشافعي، إلى حالة الفلتان الأمني وانتشار السلاح بين عناصر النظام في شوارع حلب، ما يثير الهلج بين السكان.
ونقل الشافعي عن بعض أهالي حلب شعورهم بعدم الأمان أثناء خروجهم من منازلهم، وقال: “في مناطق النظام السكان يعانون الأمرين، خصوصاً عندما تستخدم قوات النظام المواطنين كدروع بشرية في حال تقدمت قوات المعارضة إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام.
من جانبها تحدثت الناشطة المعارضة إيمان التي تعيش في إحدى أحياء حلب المسيطر عليها من قبل النظام، وقالت لـ”السورية نت”: “أكثر شيء يخيفني هو أن يضعني شبيح في قوات النظام ضمن قائمته والتحرش بي، فهؤلاء لا يوجد عندهن محرمات كل شيء عندهم مباح ولا يوجد عليهم لا رقيب ولا عتيد، فهم يتصرفون وكأنهم أسياد هذا البلد ومن ثم أخاف الى الآن من الاعتقال، لأن من يدخل المعتقل في هذه الأيام يصبح في عداد الموتى ولا أحد يستطيع السؤال عنه”.
أما “أبو محمد” (موظف في مديرية النقل الداخلي) أعرب عن شعوره بأن كل ما يحيط به أصبح يهدد حياته، بدءاً من الحواجز العسكرية التابعة للنظام، وصرح لـ”السورية نت”: “جنود النظام يعتقلون المواطنين فقط لإذلالهم وإشعارهم بأنهم يعيشون تحت رحمة النظام”، ولفت في الوقت نفسه إلى مخاوفه من التساقط العشوائي لقذائف الهاون القادمة من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مشيراً أن الأخيرة لا تفرق هي الأخرى بين أماكن النظام وأماكن تواجد المواطنين.
ونتيجة لغياب محاسبة قوات النظام وميليشياته وما يسميه السكان بـ”الشبيحة”، أكد مراسلنا كثرة حالات السرقة والنهب التي تعرض لها سكان حلب، ومن بينهم المهندس أحمد (صاحب معمل بحي الشيخ نجار)، وكان قد فر من قوات النظام باتجاه تركيا، وذكر لـ”السورية نت” أن جنود النظام استولوا على مصنعه، مشيراً إلى خوفه على عائلته التي لا زالت تعيش في مناطق النظام، واصفاً الوضع في سورية بـ”الغابة”.
خوف آخر
وإلى جانب الخوف من قوات النظام، يعيش سكان حلب خوفاً آخر ينشره مقاتلو ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث لا يزال التنظيم يسيطر على الريف الشرقي لحلب وأجزاءً من الريف الشمالي.
وذكر مراسلنا أن الخوف ازداد عند السكان في الآونة الأخيرة بعد عمليات التلغيم وتفجير السيارات، وقال الناشط الصحفي محمد حسن لـ”السورية نت”: “أصبحت أخاف من كل شيء يحمل السلاح، كما أن تفجير السيارات لا يميز بين شجر ولا بشر ولا حجر”.
أما الناشط أحمد فلديه تجربة مريرة مع “تنظيم الدولة”، حيث أدت رؤيته لمشاهد قتل عناصر التنظيم لمواطنين وبخاصة الناشطين والتمثيل ببعض الجثث إلى الاعتزال في منزله وعدم الخروج منه إلا للحالات الطارئة.
وعبر “أبو البراء” الذي يعيش في منطقة يسيطر عليها التنظيم عن مشاعر مشابه للناشط أحمد، وأوضح لـ”السورية نت” كيف أن التنظيم زرع الخوف في نفوس السكان، لافتاً أن “التنظيم يعتقل ويتقل ويمثل بالجثث ويقيم الحدود من أجل إثبات وجوده”، مؤكداً أن التنظيم يجبر الناس على رؤية مشاهد الخوف والرعب ليزرع الخوف في قلوبهم.
أما “كريمة” (شابة تعيش في مدينة الأتارب) فقد أثرت أجواء الحرب على سلامتها النفسية، وتقول إن الخوف أصبح ينتابها حين تسمع صوت أشبه بالمروحية، فهي تخشى من البراميل المتفجرة، وحتى إذا حلقت المروحية دون أن تقصف فهي تركض الى مكان آمن خوفاً من الموت.
المصدر: السورية نت