فرنسا تدين مجزرة حلب.. والنظام السوري يرفض مقترحاً أممياً بمنح شرقي حلب إدارة ذاتية
أعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، اليوم الأحد، عن إدانة بلاده للضربات التي يشنها النظام السوري، المدعوم من روسيا، ضد مدينة حلب، محذراً من أن “الحرب الشاملة” في سوريا قد تؤدي إلى تقسيم البلاد.
وقال إيرولت: “أدين مجدداً بأشد العبارات الهجمات والقصف الجوي والقصف المدفعي على حلب، حيث يقيم أكثر 300 ألف شخص محرومين من المواد الغذائية والأدوية والعناية الطبية، ذلك في تصريحات لوكالة فرانس برس على هامش زيارته إلى قطر.
وأعرب الوزير عن استيائه من تكثيف نظام الأسد عمليات القصف على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، كبرى مدن الشمال ، خلال لقائه بمنسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، في الدوحة.
وأضاف: “ثمة استراتيجية حرب شاملة لا يمكن أن تؤدي سوى إلى تقسيم سوريا وتعزيز تنظيم الدولة بشكل أكبر”، الذي يسيطر على مناطق عدة في شمالي البلاد وشرقها.
كما أشار إلى أن هذه الاستراتيجية من النظام وحلفائه هي “خطأ استراتيجي”، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف المجزرة، مؤكداً أن بلاده ستقوم بالاتصالات اللازمة للمساهمة في مبادرة تتيح وقف النزاع واستئناف مفاوضات السلام.
حجاب: نأمل بجدية إدارة ترامب في إنهاء حكم الأسد
وجه المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، رياض حجاب، انتقادات شديدة لتعامل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الأزمة في بلاده، في ظل قيام روسيا وإيران بشن حرب إبادة ضد الشعب السوري.
جاء هذا في كلمة له خلال جلسة بعنوان “مستقبل الشرق الأوسط” في مؤتمر السياسات العالمية في نسخته التاسعة التي انطلقت فعالياته اليوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة ويستمر 3 أيام.
وتحدث حجاب في كلمته عن تعامل إدارة أوباما مع القضية السورية وتوقعاته من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب تجاه القضية.
وفي هذا الصدد، قال: “كانت إدارة أوباما مترددة ومرتبكة في اتخاذ موقف واضح تجاه قضية الشعب السوري، لم تتخذ الخطوات اللازمة من أجل إنهاء هذه الأزمة، لم تتخذ ما هو مطلوب منها”.
وبين أن هذا “لا يشمل الإدارة الأمريكية، ولكن يشمل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لاسيما أن روسيا استخدمت الفيتو 5 مرات ( في تعطيل مشاريع دولية من شأنها أن توقف الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المدنيين)”.
وندد حجاب “بالموقف الروسي المتعنت”، مشيراً إلى أن “موسكو تقوم بحرب مدمرة وحرب إبادة، هي والجانب الإيراني ضد الشعب السوري”.
وأعرب عن أمله أن تكون إدارة ترامب ”جادة في إنهاء أزمة الشعب السوري، وتحقيق الانتقال السياسي الحقيقي في إنهاء حكم هذه العصابة المجرمة”.
وأشاد حجاب بعملية “درع الفرات” التي بدأتها القوات التركية في 24 أغسطس/ آب الماضي لتأمين الحدود وتطهيرها من المنظمات الإرهابية وعلى رأسها “تنظيم الدولة” بحسب قوله.
وأكد على أنه “سيكون لها أثر كبير في تغيير الواقع على الأرض خاصة فيما يتعلق بمنطقة حظر الطيران وتوفير ملاذات آمنة للمدنيين”.
ودعا حجاب، الأمم المتحدة إلى “إطلاق رؤية جديدة خالية من أخطاء الجولات الثلاث السابقة ( في جنيف)”.
وبين أنه على الأمم المتحدة “تبني أجندة انتقال سياسي حقيقي.. وفرض جدول زمني واضح لتحقيق الانتقال السياسي”.
وشدد على أن المعارضة “رغم كل التحديات فهي ماضية في جهودها لتحقيق تطلعات الشعب السوري”.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 45 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع البلاد إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة ما تزال مستمرة حتى اليوم.
نظام الأسد يرفض مقترحاً أممياً بمنح شرقي حلب إدارة ذاتية
أعلن وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، اليوم الأحد، أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اقترح تشكيل إدارة ذاتية في شرقي حلب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، لكن النظام رفض الاقتراح.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي بعد محادثات عقدها مع دي ميستورا في دمشق: “فكرة الإدارة الذاتية التي طرحها دي ميستورا مرفوضة لدينا، لأنها نيل من سيادتنا الوطنية ومكافحة الإرهاب”.
وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الحكم على السياسة التي سيتبعها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن الحرب في سوريا، معبّراً عن “أمل النظام في أن يضع ترامب نهاية لدعم الجماعات المسلحة وأن يكبح القوى الإقليمية التي تساندها”، على حد قوله.
من جانبه، حذر ديمستورا من أن الوقت “ينفد” بالنسبة للوضع في شرقي حلب، معبراً عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام السوري على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة.
وكان ديميستورا اقترح، في مقابلة أجراها بداية الأسبوع الماضي مع صحيفة “غارديان” البريطانية، بأن يعترف النظام بالإدارة التي يقوم بها مقاتلو المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرتهم منذ صيف 2012، في مقابل رحيل المقاتلين المتطرفين عن حلب، بحسب قوله.
المركز الصحفي السوري – مريم الأحمد