ثائر غندور
سيطر الجيش اللبناني على عرسال , لكن الستائر لم تُسدل تماماً على هذه النهاية، إذ لا يزال عدد من العسكريين اللبنانيين مختطفين لدى “جبهة النصرة”. وقد أعلنت “النصرة” في بيان لها، أمس الخميس، عن استمرارها في “أسر” الجنود اللبنانيين، وأنه “سيكون لباقي الأسرى وضع خاص سوف نبيّنه لاحقاً”.
وقد أكدت مصادر واكبت عمل وفد هيئة العلماء المسلمين التفاوضي، فإن “النصرة” تُعدّ لوائح لعدد من الموقوفين والمحكومين الإسلاميين في سجن رومية (أكبر السجون في لبنان)، وستُطالب بإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن الجنود اللبنانيين. هذه المطالبة ستترك الباب مفتوحاً لجهة الصراع مع الجيش اللبناني. أمر يدفع بالعديد من القيادات الإسلامية التي تابعت ملف التفاوض، إلى الدعوة للحذر الشديد في المرحلة المقبلة. فبرأي هؤلاء، فإن أطرافاً من المسلحين الإسلاميين، وخصوصاً “الدولة الإسلامية”، سيحاولون خوض حرب عصابات مع الجيش اللبناني بهدف استنزافه.
وبحسب المصادر الإسلامية، فإن “الدولة الإسلامية” قرّرت، بعد هذه المعركة، أن مهمته تكمن في تقوية وجوده في القلمون، وفكّ الحصار عن هذه المناطق الجردية، تمهيداً لخوضه معركة واسعة ومفتوحة مع الجيش اللبناني وحزب الله. وتؤكّد هذه المصادر أن لا معلومات دقيقة لديه عمّا ينوي “داعش” فعله، إلا أن ما وصل إليها يؤكّد أن التنظيم شكّل لجنة من أفضل خبرائه العسكريين لوضع الخطط المناسبة لخوض الحرب مع الجيش اللبناني وحزب الله، ولفكّ الحصار عن القلمون.
لهذه الأسباب، تتخوّف هذه المصادر من عودة التفجيرات، وخصوصاً أن التنظيم “لديه عدد كبير من المنتسبين الأجانب، الذين لا يحتاجون إلى تأشيرات دخول إلى لبنان، ولا يشكّ بهم الجمهور اللبناني عادةً”. أمّا الأمر الأخطر، فهو القرار بفكّ الحصار عن القلمون عبر ريف حمص، وخصوصاً أن حمص تتصل جغرافياً بمحافظتي الرقة ودير الزور حيث يوجد الثقل العسكري “لداعش” في سورية.