رصدت كاميرا المركز الصحفي السوري يوميات التهجير لآلاف المدنيين ممن غادروا أحياء حلب الشرقية المحاصرة إلى ريف حلب الغربي وفقا لاتفاق الإجلاء, ووصلت عشرات العائلات يومياً خلال عمليات الإجلاء, ليقوم رجال الدفاع المدني بواجباته تجاه المهجرين, ونقلهم إلى مراكز إيواء وسط ظروف إنسانية صعبة في ظل درجات الحرارة المنخفضة.
ومع إجلاء آخر دفعة للمحاصرين في حلب الشرقية, تكون مؤسسة الدفاع المدني السوري والتي عودت السوريين على وقوفها إلى جانبهم في كل الظروف والمناسبات, وقد أنجزت المرحلة الأولى من أعمالها المسخّرة لخدمة المهجرين من أحيائهم, وهي المرحلة الأكثر تعقيداً وجهداً على صعيد الاستعدادات للأعمال وتنفيذها وذلك نظراً لتوقف عملية الإجلاء أكثر من مرة, واستقبال أعداد هي الأكبر في تاريخ الثورة من المهجرين.
أحد القائمين بأعمال الدفاع المدني قال لمراسل “المركز الصحفي السوري” “تم إجلاء كافة دفعات التهجير من حلب, ومن أهم الصعوبات التي واجهتنا خلال عمليات الإجلاء هي الازدحام وعدم التنظيم, لذلك يقوم عناصر الدفاع المدني بتنظيم الدور وتجهيز سيارات الإسعاف, وتوثيق أسماء الجرحى وإصاباتهم على السجلات المدنية”.
وواجهت الأطقم العاملة في مؤسسة الدفاع المدني والتي تم إسناد مهمة استقبالهم والوقوف عند حاجاتهم إليها, وأعمال شاقة رافقتهم طيلة الفترة الزمنية التي استغرقتها عمليات الإجلاء للمدنيين, وكان في مقدمتها الظروف الجوية السيئة والمتمثلة بهطول الأمطار والثلوج والتي كان لها تأثير كبير على العناصر العاملين والمدنيين المهجرين على حد سواء, إضافة إلى صعوبات أخرى مفاجئة كالعدد الكبير من المهجرين, وما رافقه من فوضى فرضت جهداً إضافيا من أجل القيام بعمليات التنظيم الخاصة بتسجيل حالات الإصابات العاجلة التي تحتاج لعمليات النقل والإسعاف السريع, فضلاً عن تسجيل حالات مرضية كبيرة للأطفال والنساء والشيوخ والتي تتطلب تجهيزات خاصة للوقوف عند معاناتهم واحتياجاتهم.
وفي هذا الشأن أفاد أحد عناصر الدفاع المدني “بأنهم وضعوا كافة الآليات في خدمة المحاصرين في حلب, من سيارات إسعاف وآليات نقل, مشيراً أن عناصر الدفاع المدني بقوا مستنفرين على مدار الساعة, لتأمين نقل المهجرين من مراكز إيواء مؤقتة أو أماكن سكن, لافتاً أن عملهم شمل إعادة الأطفال التائهين لذويهم, بفعل الازدحام وسوء الأحوال الجوية.”
وشهدت الفترة المزامنة لعمليات الإجلاء استنفاراً كبيراً لعناصر الدفاع المدني, الذين وضعوا كل إمكانياتهم تحت خدمة المهجرين, وقد شملت أعمالهم, تسجيل أسماء المهجرين وعوائلهم, ووضع سيارات الإسعاف والنقل تحت خدمتهم, لنقل المصابين إلى المشافي بعد إخراجهم من حلب بسيارات تابعة للهلال والصليب الأحمر, ونقل ما تبقى منهم إلى الوجهة التي يقصدونها, فضلاً عن تأمين مساكن عاجلة لإيواء المهجرين وإسكانهم فيها.
المركز الصحفي السوري- سالم الإبراهيم