ريم احمد
التقرير السياسي ( 4 / 6 / 2015)
المركز الصحفي السوري.
اجتمع أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وفريقه الخاص صباح اليوم في إسطنبول، وتباحث الطرفان حول عملية تطبيق بيان جنيف، وقدم الائتلاف وجهة نظره فيما يخص تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات صلاحيات كاملة.
ودعا رئيس الائتلاف خالد خوجة الوفد للضغط على نظام الأسد للعودة إلى طاولة المفاوضات بعد تعطيله عدد من المبادرات الدولية حول إيجاد حل سياسي في سورية، كما رحب بالتصريح الصحفي الصادر عن فريق المبعوث الدولي حول إدانة استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة في حلب.
كما أكد على ضرورة إيجاد مناطق آمنة في سورية، والتي تساعد على تطبيق بيان جنيف من خلال وقف القتل وتعزيز الحوكمة المدنية وتوفير المساعدات الإنسانية وعودة المهجرين السوريين ومكافحة التطرف.
هذا وقد ألقى البيت الأبيض باللائمة على بشار الأسد في توسع نفوذ من سماهم “المتطرفين” بسوريا، مضيفا أن الحل الوحيد لوقف العنف يكمن في تنحي الأسد، وإطلاق مرحلة انتقالية تشهد تشكيل قيادة تلبي تطلعات السوريين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست “لقد تلقينا تقارير تفيد بأن القوات الحكومية ربما تحركت في بعض المناطق بأسلوب يصب لصالح قوات تنظيم الدولة الإسلامية، كما أن هناك تقارير أخرى تفيد بأن القوات الحكومية تشن هجمات على مقاتلي التنظيم.
وأفاد إيرنست بأن الصورة ضبابية للغاية في سوريا، وأن “المتطرفين” تمكنوا من توسيع نفوذهم بسبب فشل القيادة السورية.
وأكد أن سياسة الولايات المتحدة تدعو إلى تنحي الأسد، وبدء مرحلة انتقالية تؤدي إلى تشكيل قيادة تلبي تطلعات الشعب السوري، مشددا أن هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف.
وقال “حتى لو أعلن الأسد عن تنحيه اليوم سيكون الطريق طويلا أمام بلاد شهدت كل هذا العنف، لكن تنحي الأسد عن السلطة سيشكل بداية جيدة”.
وعن تدريب المعارضة السورية المسلحة، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مواصلة برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، للتخلص من النظام الإرهابي الذي يقوده بشار الأسد، وذلك في خلال كلمة ألقاها في أول جلسة برلمانية بعد الانتخابات، بعنوان “إسألوا رئيس الوزراء”.
وردًا على سؤال بشأن موقف بريطانيا من أوضاع اللاجئين السوريين والعراقيين المزرية في لبنان والأردن، أكد كاميرون مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين، قائلًا: “الأهم في أزمة اللاجئين هو كيفية إعادتهم إلى العراق وسوريا، فالبلدان يحتاجان إلى حكومتين تتمكنان من تلبية احتياجات الشعوب وتمثلهما بأفضل مستوى، وحكومة حيدر العبادي في العراق تحقق تقدمًا من يوم إلى آخر، إلا أن على المجتمع الدولي التأكد ما إذا كانت تمثل الطائفتين الشيعية والسنية أم لا”.
وشدد كاميرون على أن واجب المجتمع الدولي مواصلة تقديم دعمه للمعارضة المعتدلة في سوريا من أجل التخلص من النظام الإرهابي في المنطقة، “ويجب توفير إمكانات للمعارضة خلال المرحلة الانتقالية في سوريا”.
إلا أن التقارير لا ترسم صورة بهية للمعارضة المعتدلة، التي تدربها الولايات المتحدة، فموقع دايلي بيست الأميركي لفت إلى أن حجر الزاوية في خطة الحرب الاميركية ضد الدولة الاسلامية معرض للانهيار، مع تأهب قائد مجموعة رئيسية من الثوار ورجاله للانسحاب من البرنامج بعد خيبة أملهم من استثناء النظام السوري من قائمة أعداء البرنامج، واقتصارها فقط على تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
في سياق منقصل، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية ضد المدنيين في إدلب على مدار الشهرين الماضيين، بما يعد بمثابة “جريمة حرب”، بحسب بيان نشرته أمس الأربعاء.
ومن جانبه قال “فيليب بولوبيون” مدير قسم الأمم المتحدة في المنظمة: إن نظام الأسد استخدم غاز الكلور السام ضد المدنيين في الهجمات التي وقعت خلال الشهرين الماضيين، بحسب تأكيدات تقارير فرق الإنقاذ والأطباء.
وأشار “بولوبيون” إلى أن لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، ذكرت في تقريرها أن نظام الأسد لجأ إلى استخدام غاز الكلور السام عدة مرات وبطريقة ممنهجة داخل سوريا.
واتهم “بولوبيون” مجلس الأمن الدولي بالعجز حيال ما يجري في سوريا، داعيًا المجلس إلى إيجاد آلية فورية من أجل تحديد مسؤولية نظام الأسد بخصوص استخدامه لأسلحة كيميائية محظورة أُمميًّا.
منن جانبه، كد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “ستافان دي ميستورا” أن على “بشار الأسد” الرحيل عن السلطة، وعلى الولايات المتحدة أن تضغط عسكريًّا باتجاه تحقيق ذلك.
وجاء كلام دي ميستورا خلال حديث خاص عقده يوم الجمعة الماضي مع معارضين سوريين في جنيف، حيث صرحت المعارِضة “جمانة قدور” لصحيفة “الديلي بيست” الأمريكية، والتي نقلت عنها صحيفة “مدار اليوم”: أن دي ميستورا كان واضحًا في حديثه، وقال إن على الأسد الرحيل.
وقالت رئيسة منظمة “متحدون من أجل سوريا” المحامية “منى الجندي” والتي حضرت لقاء جنيف، إن موقف دي ميستورا تطور بشكل ثابت منذ دعمه للأسد في شباط الماضي، ففي المرة الأولى التي قابلت فيها المبعوث الأممي لم يأت دي ميستورا على ذكر الأسد، إلا أن المفاجئ بالنسبة لها كان تعليقه بأن الأسد لن يرحل من دون ضغط عسكري.
وأقر دي ميستورا وفقًا لما نقله كل من “الجندي” و”قدور” أن الضغط العسكري المطلوب على الأرض لن يأتي عن طريق الأمم المتحدة، إنما عن طريق الولايات المتحدة والتي عليها أن تتجاوز مجلس الأمن الذي يعيق العملية السياسية، بالرغم من امتلاكه العديد من السلطات.