على مدار السنين، مهما امتدت وتغير الزمان والمكان، يبقى الخلاف بين الأزواج يزعزع استقرارهم وسكينة قلوبهم، وأحياناً يهدم مملكتهم التي طالما حلم الزوجان على بنائها بالحب والتفاهم والاحترام المتبادل.
فالزواج الناجح يُبنى على الحب والتفاهم والاحترام المتبادل, لكن هذه المملكة السعيدة لا بد أن تواجهها المشاكل والمشاحنات.
تقول أم ماهر (43 عاماً) من ريف إدلب” الخلافات الزوجية ملح الحياة وهي مثل الفلفل في الطعام، تكاد لا تخلو البيوت منها بالنسبة لي تزيد علاقتي الحميمية بزوجي فبعد كل خلاف نعود ونتصالح وكأن شيئاً لم يكن ويسرع كلانا لتقديم الهدايا عربوناً لعودة الاستقرار والمحبة لعش الزوجية”.
لكن كما تمر الخلافات بسلام وتظل العلاقة الزوجية قوية ومتينة، في بعض الأحيان تصبح الخلافات الزوجية كالسم في الطعام.
فعندما تكون المشكلات من النوع الاعتيادي ناتجة عن تقلبات الأمزجة واختلاف الطباع بين الأزواج وأهليهم يكون أمراً طبيعياً, فهناك بيوت تصرخ وتشعرك بالخلاف وأخرى تصمت. أما إن كانت الخلافات عظيمة مثل “الخيانة” فهو خلاف كبير ومتعسر, لا حل له إلا بالطلاق, حيث يكون نذير شؤم على الطرفين ولا سبيل لإصلاح ما فسد بينهما أبداً, حيث إن الزواج يرتكز على جدار الثقة, وبالخيانة لا تعود مهما حاولتَ ترميم ذلك.
كما أن للخلافات الزوجية أسبابا أخرى منها عدم القدرة على الإنجاب تقول “أم علاء” من مدينة إدلب” تركت منزلي بعد زواج زوجي من امرأة ثانية كوني غير قادرة على الإنجاب ونفد صبر زوجي من سنين الانتظار الطوال.. آه إن كانت العلة به فللزوجة الصبر والسلوان.. لكن النساء هن دائماً الحلقة الأكثر ضعفاً”.
كما لا ننسى سبب المال حيث يكون الزوج فقيرا يبحث عن مصدر للرزق يناسبه ويناسب انفاقه, ويبتعد عن الاقتراض من الآخرين والقروض من المؤسسات أو الجمعيات، فيجب في هذه الحالة على الزوجة أن تقدر حالة زوجها, فلا ترغمه ما لا يستطيع وتخفف عنه وتواسيه، تكشف “أم خالد” من ريف حلب ” الجوع والفقر لا يحتملان، وفي ظروف الحرب التي صنعها نظام بشار وأعوانه، زادت المعاناة وانكشف المستور وصرنا أشبه بالمتسولين يلي عايشين على باب الله الذي لا يرّد، ولأتفه الأسباب يحتد الخلاف مع زوجي، فهو من يقع عليه السعي والتدبير”.
كما أن قلة الاهتمام بين الزوجين أو انشغال كلّ عن الآخر يتيح مجالا للخلاف بين الزوجين وكذلك “الاهمال” إن كان من طرف الزوج أو الزوجة تقول “أم محمد من ريف إدلب” من الضروري عند حدوث مشكلة بين الزوجين عدم الاحتدام ” ويخلّو خط للرجعة” فالأفضل الانفصال قليلاً ليفكر كل من الزوجين في رغبة الآخر وموقفه منه.
ويبقى الأولاد دوماً ضحايا الخلافات الزوجية فإنهم ينشؤون في ظل هذا الخلاف نشأة سيئة، فيحصل فيها التعقيد في النفوس، ويفشلون في حياتهم الدراسية. وفي بعض الأحيان يحصل بينهم الكراهية للأم إذا كانوا يرونها تتكلم عن الأب، وكراهية للأب إذا رأوه يمد يده ويتكلم عن أمهم.
مهما كان الخلاف بين الأزواج لا ينبغي أن يحصل أمام الأبناء, فكن أيها الأب حريصاً على مشاعر أبنائك، فهم من سيبني لنا مجتمعاً سليماً وأنت أيتها الأم التي جبلك الله على فطرة التحمل.. كوني كالأرض المشتاقة للمطر”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد