تقول ويلش “في تجاربنا، التي لم نقدم خلالها أي طعام للمحار، وبالتالي قام فقط بترشيح وتصفية المياه لامتصاص الأكسجين، أزال المحار الياباني 12% من جزيئات الفيروس من الماء”.
ومن بين جميع الكائنات غير المضيفة التي اختبروها، وصل كل من الإسفنج وسرطان البحر والأصداف البحرية إلى المراحل النهائية للسباق، وحصل المحار على المركز الرابع بين جميع الأنواع التي فحصتها ويلش في مختبر بيئة الفيروسات بالمعهد الملكي الهولندي لأبحاث البحار.
وأظهرت تجربة أخرى أن امتصاص الفيروسات يحدث بالفعل بسرعة وفعالية، حتى بعد أن أضاف الباحثون فيروسات جديدة إلى الماء كل 20 دقيقة، فإن الإسفنج ظل فعالا للغاية في إزالة الفيروسات.
عامل جديد تماما
حتى الآن، لم يكن معروفا أن العديد من أنواع الحيوانات البحرية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مجموعات الفيروسات الموجودة في البحار. تقول ويلش إن “تأثير الكائنات غير المضيفة في البيئة المحيطة هو بالفعل عامل أُغفل في بيئة الفيروسات”.
ومع ذلك، لا تفترض ويلش أن نتائج تجاربها المعملية ستكون واضحة للغاية عند تطبيقها على الموائل الطبيعية.
وتشرح الموضوع بقولها “إن الوضع هناك أكثر تعقيدا، حيث إن العديد من الأنواع الحيوانية الأخرى موجودة وتؤثر على بعضها بعضا. على سبيل المثال، إذا كان المحار يرشح الفيروسات، ويأتي سرطان البحر، فإنه يغلق صمامه ويتوقف عن الترشيح”.
أضافت أن “هناك عوامل أخرى مثل تيارات المد والجزر، ودرجة الحرارة، والأشعة فوق البنفسجية، ولكن أيضا في الطبيعة، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار الافتراس من قبل الكائنات غير المضيفة”.
تربية الأحياء المائية
قد تكون هذه النتائج الجديدة لهذه الدراسة مفيدة في الوقت المناسب في مجال تربية الأحياء المائية. في هذا القطاع، الذي يشكل صناعة كبيرة حول العالم، يتم الاحتفاظ بالأسماك أو المحار المعد للاستهلاك في حاويات، مثل أقفاص البحر أو الأحواض، حيث يوجد اتصال مباشر بمياه البحر.
وقد أصبح الاستزراع المائي أكبر حجما بوصفه بديلا مستداما للصيد في البحر، ولكنه يتعرض لانتقادات كثيرة، ومعظمها من قبل جماعات الحفاظ على الطبيعة.
تفسر ويلش السبب بقولها “في مزارع المياه المالحة، تعيش كميات هائلة من عينات نوع واحد معا في الزراعة الأحادية. إذا اندلع مرض معدي، فإن المخاطر عالية حيث ينتقل العامل الممرض إلى المجموعات البرية التي تعيش في البحر”.
وأضافت أنه “مع إضافة كمية كافية من حيوانات الإسفنج، فإن خطر تفشي الفيروس قد يتم التخلص منه في مهده. وتظهر النتائج أن هذا البحث سيكون مشروعا جيدا يستحق المتابعة”.
نقلا عن الجزيرة