ذكر تقرير بصحيفة “الحياة” اللندنية أن عددًا من فصائل المعارضة المعتدلة شمال سوريا حسموا خيارهم بالانضواء في “درع الفرات” الذي يدعمه الجيش التركي، بعد قرار “غرفة العمليات العسكرية” برئاسة “الاستخبارات المركزية الأميركية” تجميد الدعم العسكري والمالي لهذه الفصائل ما لم تتوحد في فصيل عسكري واحد تحت قيادة واحدة.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فقد حققت قوات النظام السوري وحلفاؤه تقدماً جنوب مدينة الباب بريف محافظة حلب بعد أيام على إعلان أنقرة تحرير المدينة من تنظيم الدولة “داعش” بالتزامن مع توغل “قوات سورية الديموقراطية” (معظم مسلحيها من حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا في تركيا) بين دير الزور والرقة.
ونقل التقرير عن قياديين في المعارضة السورية المسلحة أن مسؤولي “غرفة العمليات العسكرية” في جنوب تركيا، التي تضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الداعمة للمعارضة برئاسة “الاستخبارات المركزية الأميركية”، عقدوا الأسبوع الماضي اجتماعاً مع قادة “الفصائل المعتدلة المدرجة على قائمة الدعم العسكري والمالي” وأبلغوهم “رسالة واضحة مفادها توقف الدعم إلى حين توحد هذه الفصائل في فصيل واحد وقيادة واحدة”. وأعطي الحاضرون مهلة أسبوعين لتحقيق ذلك.
وشارك في الاجتماع قادة فصائل “جيش النصر” و”جيش العزة” و”الفرقة الوسطى” من حماة، والفرقتين الساحليتين من الغرب، و”جيش إدلب الحر” و”لواء الحرية” من شمال غربي سورية، و”فيلق الشام”، إضافة إلى “جيش المجاهدين” و”تجمع فاستقم” و”الجبهة الشامية”، وتضم هذه الفصائل حوالى 25 ألف عنصر.
كما نقل التقرير عن مصدر غربي قوله إن بعض قادة الفصائل انسحبوا من الاجتماع، في حين بقي آخرون وعقدوا اجتماعاً للبحث في كيفية التوحد، غير أنه لم يحصل إلى الآن تقدم ملموس على رغم أن المهلة المتبقية لا تتجاوز أسبوعاً، “ما يعني عملياً احتمال وقف الدعم العسكري والمالي”. وأشار إلى توقف وصول صواريخ “تاو” الأميركية المضادة للدروع إلى الفصائل.
وكان مسؤولون أميركيون أشاروا إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبحث في وقف الدعم العسكري للمعارضة السورية، وأنها ستعمل مع روسيا لفرض وقف النار في سورية ودعم مفاوضات آستانة لتحقيق هذه الغرض ودعم العملية السياسية في جنيف.
ولم يعرف ما إذا كان قرار تجميد الدعم شمل أيضاً الجبهة الجنوبية المتمركزة في الأردن لدعم حوالى 23 ألف عنصر من “الجيش الحر”.
وبحسب التقرير، قال قيادي معارض أن فصائل “تجمع فاستقم” و”جيش الإسلام” و”صقور الشام” و”جيش إدلب الحر” قرروا الاستغناء عن دعم “غرفة العمليات” والانضواء ضمن “درع الفرات” الذي يدعمه الجيش التركي وخاض معارك ضد “داعش” شمال حلب وطرد التنظيم من الباب.
ويضم “درع الفرات” حوالي خمسة آلاف عنصر، وسيرتفع عدده إلى عشرة آلاف بعد قرار انضمام “فصائل معتدلة” إليه.
وقال مسؤول غربي إن أنقرة قررت تقديم الدعم لفصائل “درع الفرات” لتخوض معركة الرقة عبر التوغل من مدينة تل أبيض على الحدود السورية- التركية، ما يعني مواجهات بين “درع الفرات” و”قوات سورية الديموقراطية” التي تضم أكراداً على عداء مع أنقرة.
ولم توافق واشنطن بعد على خطة تركية لدعم مشاركة قوات محلية سورية في معركة الرقة، وحافظت على دعم “قوات سورية الديموقراطية” وكانت رسالة الدعم الأخيرة عبر زيارة قائد قوات العمليات الأميركية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل مناطق سيطرة الأكراد.
وقال ناطق في “قوات سورية” أمس، إن عناصرها “سيطروا على منطقة واسعة من ريف الرقة ودير الزور شملت تحرير 1762 كيلومتراً مربعاً من ريفي الرقة ودير الزور”.
وتزامن ذلك مع سيطرة جيش النظام السوري وحلفائه على بلدة تادف جنوب الباب بعد انسحاب “داعش” منها. وقال مسؤول روسي كبير هذا الشهر إن تادف هي خط فاصل متفق عليه بين الجيش السوري و “درع الفرات”. وبانتزاع السيطرة على تادف يمنع الجيش النظامي أي تحرك محتمل من تركيا و”درع الفرات” جنوب الباب.
ومؤخرًا، أكّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن عملية “درع الفرات” في شمالي سورية ستُستكمل في المرحلة القادمة متجهة نحو مدينة منبج، ومنها إلى محافظة الرقة.
وقال أردوغان: “بعد هذه المرحلة، سنتجه نحو منبج، وفي حال توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي والسعودية وقطر، سننتقل إلى تطهير الرقة من قطيع القتلة المسمى تنظيم الدولة”.
ترك برس