•• يكثر الحديث هذه الأيام بصورة أقرب إلى التفاؤل منها إلى التشاؤم بتزايد فرص عودة السلام إلى سورية وربما اليمن..
•• لكنني لا أتصور أن ذلك وارد في الوقت القريب.. بالنسبة للوضع السوري.. ومن باب أولى بالنسبة للوضع في اليمن.. بسبب مهم هو أن تسوية الأمور في البلدين تعني الهزيمة لإيران بدرجة أساسية.. وللأطراف المباشرة والمحسوبة عليها في البلدين أو المنطقة بشكل عام..(!!)
•• ولا أظن أن الإيرانيين مستعدون لتحمل صفعتين في آن واحد.. أو أنهم جاهزون لخسارة رهاناتهم على نشر الفوضى في سائر أرجاء المنطقة انطلاقاً من سورية واليمن وكذلك العراق في الوقت ذاته..
•• صحيح أن هناك نوعاً من المرونة وتحلحل المواقف بالنسبة للشأن السوري – كما يبدو في الأفق – إلا أن الخشية ما تزال موجودة من أن تكون هناك “خديعة سياسية”.. أو أن تكون هناك وعود غير مؤكدة التحقيق.. ولا سيما بالنسبة لمستقبل الأسد في إدارة شؤون سورية في المرحلة ما بعد الانتقالية.. بدليل أن الحديث ما زال قوياً حول مشاركته في الانتخابات القادمة.
•• وإذا لم تُحسم هذه النقطة في أي اتفاق يتوصل إليه في الاجتماع المرتقب.. وإذا لم تحسم مسألة مشاركة إيران في بلورة مستقبل الشقيقة سورية بحجة أنها موجودة على الأرض ومتداخلة في أوضاعها.. فإن التوصل إلى اتفاق يكفل حقوق الشعب السوري.. يبدو أمراً مستحيلاً حتى وإن كنا راغبين في الحل السياسي.. وحتى وإن كنا مع التوجه إلى طاولة المباحثات لإنهاء المأساة هناك..
•• أما بالنسبة للوضع في اليمن.. فإن الاخبار المتواترة عن طرح الحوثيين وصالح لفكرة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة.. ومباشرة التحضير لهما من الآن ومن خلالهم.. تُؤكد أن نواياهم غير صادقة في إنجاح الاجتماع القادم لوضع القرار الأممي (2216) موضع التنفيذ.. وهو الذي يلزمهم بالعودة إلى جحورهم الأولى وترك الدولة اليمنية وشأنها في ظل وجود قيادة شرعية ووضع قانوني لبسط نفوذ الدولة ورسم مستقبل اليمن بعيداً عن التدخلات الخارجية.. واستبعاداً لأي مهددات لأمن واستقرار البلاد من الداخل والخارج..
•• وما يمارسه الحوثيون وصالح هذه الأيام من أعمال إجرامية في اليمن يُعطي الانطباع أيضاً بأنهم يراهنون على الوقت للحصول على مزيد من الدعم الخارجي سواء من إيران أو من غيرها لاسترداد ما فقدوه والسيطرة من جديد على كل اليمن..
•• هذا المخطط تعرفه دول التحالف.. كما تعرفه أطراف أخرى في المنطقة وغيرها ومع ذلك فإن الأمم المتحدة تعمل على إجراء حوار سياسي.. متجاهلة كل تلك النوايا والترتيبات..
•• وإذا استمرت الأمم المتحدة في السعي إلى هذا اللقاء مع معرفتها بحقيقة نوايا صالح والحوثيين.. فإن عليها أن تتحمل مسؤولية استمرار حالة الشقاء الذي يتعرض له اليمنيون في ظل هذا التراخي..
•• ولا يعني هذا أننا لسنا مع الحوار.. ومع الحل السياسي أبداً.. لكنه يعني أننا مع الحوار الجاد والبناء فقط والذي يفضي إلى تطبيق القرار بكافة بنوده.. وفي مدة لا يجب أن تتجاوز شهراً أو شهرين من بدء هذا الحوار وليس أكثر.
الرياض