بيروت: رفض رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، اليوم الثلاثاء، بشدة عودة العلاقات بين بلاده والنظام السوري
وقال الحريري، في تصريحات لإعلاميين قبل انعقاد اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي، في منزله وسط بيروت، إن عودة العلاقات مع النظام السوري “أمر لا نقاش فيه”.
وعن مطالبة البعض تضمين البيان الوزاري لحكومة الحريري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة قال: “عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة”، من دون تفاصيل.
ودعا برلمانيون من حزب الله، في أكثر من مناسبة، إلى ضرورة عودة العلاقات بين لبنان و النظام السوري.
وقبل أسبوعين، قال الحريري: “من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها (وقتها) بتشوفولكم (تبحثون عن ) حدا (شخص) تاني غيري”.
وتوترت العلاقات السياسية بين لبنان وسوريا بعد اتهام الحريري النظام السوري بمقتل والده رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، الذي اغتيل بتفجير انتحاري في فبراير/شباط 2005.
وانقطعت العلاقات بشكل تام عقب اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 إذ توقف الاتصال بين الحكومتين منذ ذلك الحين ما عدا وزراء حزب الله وحركة أمل.
تشكل الحكومة سيحتاج بعض الوقت
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة، قال الحريري إن الأحزاب اللبنانية قد تحتاج المزيد من الوقت لتشكيل حكومة ائتلافية، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إجراء الانتخابات العامة.
وقال للصحافيين “ربما لا زلنا بحاجة إلى القليل من الوقت للتوصل إلى صيغة نهائية”.
وقال السياسيون اللبنانيون مرارا إن بلدهم- الذي يعاني من أحد أعلى معدلات الدين العام في العالم- يحتاج لتشكيل حكومة على وجه السرعة، غير أنهم لا يزالون يتنافسون على المناصب الوزارية. وقال الحريري “لا شك أن بعض الأطراف ما يزالون متمسكين بشروطهم، لكننا اليوم نشهد تنازلات طفيفة من كل الأطراف”.
وحصل حزب الله وحلفاؤه في البرلمان على أغلبية في انتخابات السادس من مايو/ أيار ليعوضوا خسائرهم في الانتخابات السابقة في عام 2009 التي حصلت فيها أحزاب تتمتع بدعم من الغرب والسعودية على معظم المقاعد.
وزادت النتائج من تعقيد السياسات الطائفية المتشابكة في لبنان مع استمرار التنافس بين السنة والشيعة والمسيحيين والدروز على الحقائب الوزارية.
وأدى التأخر في تشكيل الحكومة إلى تبادل الاتهامات بين الأطراف المتنافسة.
وحذرت الكتلة البرلمانية لحزب الله، الأسبوع الماضي، من أن التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة يهدد بانزلاق لبنان “نحو التوتر”.
وقال الحريري “”نحن دولة لديها مشاكل اقتصادية، ومحاطة بأزمات إقليمية، ويجب علينا أن نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن، على أن تكون حكومة وفاق وطني جامعة، يشارك فيها الجميع بحسب اتفاقنا السياسي معهم”.
وأضاف “الجميع يعرف ما هي المشاكل والعقبات، والمطلوب أن نجد المخرج الذي يجعل من الجميع رابحا من تشكيل الحكومة. أما إذا أوحت تركيبة الحكومة بأن هناك خاسرا ورابحا، فإن ذلك سيشكل عقبة في عملها”.
وقال صندوق النقد الدولي إن لبنان يحتاج “تعديلات عاجلة وجوهرية في المالية العامة” ليصبح قادرا على خدمة دينه العام. ويبلغ الدين الغام في لبنان نحو 150 بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي.
صحيفة القدس العربي