في ظل حملة الحصار المستمرة على اللاجئين السوريين في لبنان، وخاصة منطقة عرسال وجرودها من قبل الجيش اللبناني وميليشيات حزب الله اتسعت رقعة هذه الجريمة لتصل إلى قيام طيران الجيش اللبناني المروحي باستهداف المشفى الوحيد، علما أن المشفى يخدم أكثر من خمسة عشر ألف لاجئ سوري في مخيمات عرسال اللبنانية ومنطقة الملاهي التي تبعد عن مركز بلدة عرسال قرابة 1 كيلو متر فقط.
هذه المشفى عمل على إنشائها عدد من النازحين السوريين؛ لتأمين احتياجات اللاجئين هناك بعد قيام الجيش اللبناني باستصدار قرارات تمنع اللاجئ من الخروج إلى مشافي لبنانية عامة أو خاصة للعلاج.
هذه المشفى كانت توفر – وإن بشكل ضئيل- العلاج الجيد والعمليات الروتينية الجراحية للاجئين ولكن قيام ميليشيات حزب الله اللبناني وعبر إعلامها في لبنان بتضخيم الوضع العام في مخيمات عرسال وأهمها بأن الفصائل المقاتلة هناك تستخدم هذا المركز كمشفى ميداني وهذا الأمر الذي نستغرب تصديقه من قبل جيش لبنان الذي يقوم منذ أشهر باستهداف مكثف بالراجمات والمدفعية الثقيلة المتمركزة في الداخل اللبناني مناطق متفرقة في الأراضي السورية.
استهداف هذا المشفى جعله يخرج عن الخدمة بشكل كامل وتسبب في تلف كل المواد الطبية التي كانت هناك وأيضا عربات كانت تستخدم في نقل جرحى القصف الذي يقوم به أحيانا الجيش اللبناني على أماكن تواجد اللاجئين السوريين هناك.
تم توجيه أكثر من رسالة إلى المنظمات الدولية والحقوقية في الأمم المتحدة لإدانة هذا العمل ومعالجة الوضع الإنساني والطبي في عرسال ومخيماتها، لكن إلى هذه اللحظة لم يصل أي رد من أي مكتب دولي هذا الأمر الذي يراه اللاجؤون استهتارا مقصودا من كافة المنظمات الدولية.
حتى وإن موضوع المساعدات الاغاثية التي توقفت منذ تسعة شهور تقريبا لم يرد أي بيان ليوضح صورة توقفها عن المخيمات، علما أن حواجز ميليشيات حزب الله والجيش تقوم أحيانا بقبض مبالغ باهظة مقابل السماح بإدخال شيء بسيط من المواد الغذائية.
كانت هناك عدة وقفات احتجاجية لأهالي بلدة عرسال اللبنانية للتوقف عن حصار اللاجئين وتسهيل معاملاتهم في مراكز والدوائر الحكومية اللبنانية؛ فيما يخص إصدار أوراق تسهل لهم التحرك بحرية داخل الأراضي اللبنانية، كما كانت المطالب بتوقف حالات الاعتقال التعسفي وفتح ملف أكثر من 2700 معتقل سوري داخل السجون اللبنانية بتهمة عدم اصطحاب أوراق ثبوتية علما أن النازحين عبروا الحدود اللبنانية السورية في مناطق جبلية هربا من بطش قوات النظام المدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني.
كان ذلك عوض عن قيام الجيش اللبناني بحماية اللاجئين السوريين والقيام بحفظ الأمن لهم، بات اليوم الجيش اللبناني أشبه بذراع تابعة لميليشيا حزب الله دون أي استنكار من داخل الحكومة اللبنانية.
المركز الصحفي السوري – زكريا الشامي