“بالصّور.. شاهد الطفل صاحب أغمق بشرة في العالم”. بهذه العبارة، روّج عدد من المواقع “الإخبارية” على وسائل التواصل الاجتماعي، لصورة طفلٍ (دُمية) في المهد، يبدو لون بشرته أسود حالكاً.
وفي متن الخبر، نقرأ عن حالةٍ جينية فريدةٍ من نوعها، مُطعّمةٍ بخلفيّة علميّة، توحي للقارئ بأنّ الكاتب قد يكون طبيباً، أو مهندس جينات.
ليس هذا وحسب، بل نجد عبارات مثل “ما شاء الله” و”سبحان الله”، تتخلّل فقرات الخبر في بعض المواقع؛ ما يمنح الحادثة/المعجزة بعداً دينيّاً، يُسهّل تمرير الكذبة على القرّاء.
كل المسألة لا تتجاوز أنّ هذا الموقع يحتاج إلى “ترافيك”، ليرفع نسبة مشاهديه، وينال رضا بعض الشركات التي تفكّر بنشر إعلاناتها لديه.
الأمر ليس بالجديد. صور كثيرة نُشرت على أنّها حقائق، ومنها صور وقائع حقيقيّة، لكنها حدثت في مكانٍ وزمان آخرين.
ثمّة صور لقتلى آسيويين لم تكن سوى لقطات من أفلام، راجت على أنّها جرائم يرتكبها البوذيّون بحق مسلمي بورما.
يبدو أننا بتنا نتجاوز العالم المصطنع، الذي تحدث عنه جان بودريار، حيث تتكاثر الصور وتتفاعل وتنتج واقعاً لا يمتّ إلى الواقع الفعلي بصلة؛ نتجاوزه إلى عالم من جهل مركّب يسهر “الإعلام” على إدامته.
العربي الجديد- فوزي باكير