المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 7/1/2015
تاريخ اغتيال الكفاءات الطبية والعلمية والكوادر الفنية في سورية ليس جديداً، فسجل “نظام آل الأسد” منذ ثمانينات القرن الماضي أسود وملفه ملطخ بدماء العلماء والأدمغة والعقول، كونها تشكل خطراً على سياسة القتل والتدمير والتشريد التي يتبعها مع أبناء سورية، فأصبح يستهدف الأطباء والكوادر العلمية والمشفيات خاصةً بشكل مباشر.
مما دفع بالعديد من الأطباء والعلماء والمخترعين، للهجرة والعمل خارج سورية، في وقت تنافست الدول الغربية في تقديم الامتيازات والإغراءات لاستقطاب الأطباء والمدرسين السوريين المرغوبين لفرادتهم.
في السابق كانت الهجرة إما لأسباب مادية وأسباب أخرى تتعلق بالفساد الإداري واعتماد معيار الولاء السياسي بدلاً من الكفاءة المهنية، أما اليوم تعرُّض العيادات للتدمير والتخريب من قبل “النظام” وتعرُّض الأطباء خلال السنوات الأربع الماضية إلى مضايقات وتحديات وصعوبات، وتسرُّب بعض المدرسين من الجامعات، جعل الدول الأوروبية تستغل الظروف التي تمر بها سورية، فعملت على تسهيل وجذب الكوادر والكفاءات من حملة الدكتوراء المتميزين والاختصاصات العلمية كافةً للعمل لديها.
وبالنسبة للكوادر العاملين في المجال الطبي فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حتى تاريخ 2 آذار 2013 مقتل 64 طبيباً و 27 صيدلياً، كما تذكر الإحصائية أن 4 أطباء منهم تم إعدامهم ميدانيا داخل مشافي ميدانية عندما اكتشفت عناصر أمنية أو عسكرية أن هؤلاء الأطباء يقومون بعلاج الجرحى، فيما لم يسلم الأطباء وأساتذة الجامعات من الاختطاف والاعتقال، فهناك 600 طبيب معتقل، كما يشير التقرير إلى أن 13 شخصا منهم قضوا تحت التعذيب بينما لا يمكن معرفة مصير الباقين، وتمَّ إعتقال 11 أستاذاً جامعياً وقتل أكثر من 17 آخرين إما إغتيالاً أو بالقصف العشوائي أو إستهدافهم بشكل مباشر.
مما أثر بشكل سلبي على مستوى الخدمات والتدريس في الجامعات السورية، “أنس” من طلاب السنة الخامسة في كلية الطب البشري جامعة حلب، أفادنا بقوله: لقد كانت جامعة حلب سابقاً تكتظ بالكادر التدرسي من كافة الإختصاصات، أما اليوم نعاني من نقص كبير في الكادر التدريس حيث أصبح العدد محدود جداً، لقد غادر معظم هؤلاء المدرسين إلى الدول الأوربية والدول العربية هرباً من الأحداث الجارية، لاسيما الإختصاصات الفريدة والنادرة في هذا البلد كالجراحة العصبية وغيرها من الإختصاصات القليلة. إن من يقوم اليوم بالتدريس في جامعة حلب هم المعيدين الذين لم يكن لهم أي دور من قبل، أو يقوم بتدريس المادة أستاذ جامعي من غير إختصاص، فعلى سبيل المثال يقوم بتدريس “مادة الجراحة العصبية” أستاذ “مادة الأشعة” فنحن نعاني من هذه المشكلة كثيراً، وهناك تراجع كبير وتدني في مستوى التعليم الجامعي بسبب هذه المشكلة.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية أوضاعاً طبية صعبة بسبب نقص الإمكانيات، وهجرة الكوادر الطبية، فضلاً عن كثافة عمليات القصف من قبل القوات النظام على التجمعات السكنية فيها.