إنه لمن الحقائق المسلم بها أن وحدات الحماية الشعبية (YPG) أو (وحدات الدفاع الشعبي) هي الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري (PYD) المتفرع من حزب العمال الكردستاني الإرهابي (PKK) وأن جيش الثوار – العربي – هو الجناح والذراع العسكري لقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والمشتركين بقتل السوريين والعمل على إفشال ثورتهم. ولا تختلف هذه التشكيلات في كونها منظمات إرهابية هدفها حب السيطرة والاستيلاء على أملاك الغير وجني المال حتى لو كلفها أن تعمل مرتزقة ومأجورة للغير.
وقد عملت هذه المنظمات تحت أستار مختلفة وشعارات متنوعة من محاربة الإرهاب والدفاع عن الأرض وحماية النفس، وعزفت على أوتار القومية والدين ولكن تلك الشعارات والأقنعة سرعان ما سقطت وبان زيفها وكذبها، فالمنطقة التي نشأت فيها تلك المنظمات ذات مزيج متناغم من المكونات التي عاشت منذ عشرات السنوات وقد تقاسمت هذه المكونات الأرض ولقمة العيش دون عناء أو تعب وعاشت بمحبة وتواؤم ودون مضايقات أو ترهيب من أحد.
ولكي تعطي وحدات الحماية الشعبية الشرعية الثورية الزائفة لنفسها ضمت إليها بعض الفصائل الني تشاطرها الهدف وتقاسمها الظلم والعدوان، ولم تجد أفضل من الفصيل الذي يٌطلق على نفسه زورا وبهتانا جيش الثوار وكان الأجدر و الأحرى به أن يطلق على نفسه جيش الفجار لفجره وبغيه على إخوته من أبناء دينه ووطنه فأصبحوا شبيحة ثوريين وما أكثرهم، ولو أطلق على نفسه جيش بشار لكانت التسمية صحيحة وواقعية نظرا لتحالف هؤلاء المرتزقة مع وحدات الحماية المتحالفة مع النظام المتحالف مع إيران وروسيا، ولا ننسى أن تقدم بي كي كي العربية وحليفتها الكردية في ريفي حلب الشمالي والشرقي ما هو إلا تحت مظلة الطيران الروسي وبمباركة ميمونة من عمائم قم والنجف، وهذا ليس بمستغرب على من يدّعي الثورية أن ينكث بدعواه ويعمل بكل ما أتي من قوة لخدمة أعداء الثورة.
فمنذ الأيام الأولى من الثورة خرج الناس يهتفون هي لله هي لله أما هؤلاء خرجوا لدنيا يصيبونها أو مال يجمعونه أو أروح يسفكونها فراحوا يهتفون هي للسلطة هي للجاه وبدؤوا تحت مسمى الثورة يقومون بالتشليح (السرقة الموصوفة) والتشبيح (ادعاء الثورية) والتشويل (خطف الناس الآمنين) والقتل بحجة إقامة محاكم ثورية وكم من أناس قتلوا تحت التعذيب لأسباب تافهة أو لاتهامهم بالاتصال بالعدو (جيش الأسد)، وبمحاكم صورية كان القائمون عليها ينفذون أحاكمهم مما يذكرنا بالمحاكم الميدانية في زمان البعث وكانت هذه المحاكم صورة طبق الأصل عن محاكم بشار.
ولكن سرعان ما لفظت الثورة الكثير من خبثها وكشفت عورات هذه الفضائل ونقول الكثير ولا نقول الكل فما زالت الثورة بحاجة إلى تنقية الكثير مما علق بها من شوائب، فما كان من هذه الفصائل إلا أن شكلوا كيانا موحدا باسم الثورة واستقطبوا فلول المجموعات المسلحة السيئة السمعة والصيت تشاطرهم القوى الثورية التسمية وتوافق عدوهم المشروع، وقد جمعت هؤلاء الحثالات تحت مسمى جيش الدولار (جيش الثوار) ورهنت قرارها بالغرب فأقامت أمريكا ولعدة أيام معسكرا لهم في الأردن وعند عودتهم رجعوا وكأنهم يسوع المخلص للثورة السورية.
ومع أن الخطة الأمريكية كانت مفضوحة للقاصى والداني وهي محاربة داعش دون الأسد، رفضتها كل الفصائل المقاتلة على الأرض وعندما شعرت هذه الفضائل المدعومة أمريكيا بأن ليس لها رصيدا شعبيا على الأرض ذهبت وانضوت تحت عباءة غرفة عمليات حلب ولكنها سرعان ما بدأت تختلق الأعذار والمشاكل لعدم حصولها على شرعية ثورية على الأرض ومن ثم انفكاكها عن غرفة عمليات حلب وبدأت تقاتل الفصائل المنضوية تحت هذه الغرفة من الجبهة الشامية وحركة أحرار الشام.
ولكي تكمل أمريكا خطتها القذرة قامت بالإيعاز إلى بعض مرتزقتها السياسيين بتشكيل قوات سوريا الديمقراطية بمساندة الأكراد وبتمويل إماراتي ومع أن هذه القوات رفعت شعارات جميلة تدغدغ عواطف العامة.
منها محاربة النظام وداعش معاً وأن هذه القوات ترفض البعد القومي والعرقي والابتعاد عن السلوكيات والممارسات الخاطئة والبعد عن الطائفية ولكن سرعان ما انقشع الغبار وظهرت الحقيقة جلية لا لبس فيها وانقلبت هذه القوات عن الهدف الذي شُكلت من أجله وبدلا من أن تقاتل النظام أصبحت تقاتل الثوار وهذه ما بدا واضحا في جبهات ريفي حلب الشمالي والشرقي ومن ثم تحالفهم مع الأسد وهذا ما صرحت به بثينة شعبان مستشارة مختار حي المهاجرين عندما قالت وحدات الحماية الشعبية هي جزء من وحدات الجيش العربي السوري.
ولهذا كان جيش عبيد الدولار جيشا مشبوها منذ نشأته وما تحالفه مع المنظمات الإرهابية إلا دليل على إرهابه ومهما كبر أو صغر فستسحق عجلة الثورة إرهاب العرب والكرد معا ولن يكون لهم من حماية إلا صعودهم إلى الجبال وموتهم هناك كالحيوانات أو استسلامهم وعرضهم على محاكم ثورية مخلصة ومعاقبتهم على جرائمهم في حق الله والوطن.
ترك برس