وصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني التنسيق الروسي الإسرائيلي بشأن سوريا بأنه تنسيق كامل عسكريا وسياسيا، مشيرا إلى أن العلاقات بين الدولتين حميمية تاريخيا وحديثا حيث يعيش في إسرائيل أكثر من مليوني يهودي من أصول روسية.
وأضاف العجلوني في حلقة الأحد (27/12/2015) من برنامج “حديث الثورة” والتي تناولت مسار التنسيق الروسي الإسرائيلي بشأن سوريا، أن هناك تنسيقا عسكريا على مستوى عال بين روسيا وإسرائيل، وأن “هناك تفاهما بين الطرفين على أن الأجواء السورية مستباحة للطرفين، ولإسرائيل حق العمل بحرية في هذه الأجواء”.
واعتبر أن مصالح روسيا وإسرائيل تتقاطع مع مصالح إيران، وهي الإبقاء على نظام بشار الأسد وقبله والده حافظ الأسد واللذين حميا الحدود مع إسرائيل لمدة 40 عاما رغم ادعاءات المقاومة والممانعة. وأكد أن مصالح إسرائيل في مستقبل سوريا هي سلم أولويات روسيا.
وحول مواقف النخب السياسية الحاكمة في إسرائيل من الصراع في سوريا، قال العجلوني إن هناك إجماعا في إسرائيل على أن النظام السوري لا يشكل خطرا مباشرا عليها، وأن بقاء نظام الأسد في أي حل مستقبلي سيكون مريحا لها، بينما سيشكل وجود أي قوة سورية معارضة أخرى في الحكم خطرا عليها.
تشابه
من جهته قال سفير الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة نجيب الغضبان إن هناك تشابها بين روسيا وإسرائيل، “فكلاهما قوة احتلال، وعائلة الأسد هي من جاءت بالاحتلال الإسرائيلي للجولان والاحتلال الروسي الحالي لسوريا”.
وأضاف أن هناك علاقة شخصية واحتراما بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “وعقلية الاثنين عقلية تشبيحية ولا تحترم القانون”.
وأشار إلى أن روسيا قوة احتلال تراعي مصالح قوة أخرى موجودة في سوريا وهي إسرائيل، وكذلك إيران قوة احتلال، وما يجمع هذه القوى هو الإبقاء على نظام الأسد.
وبشأن المدى الذي يمكن أن يصل إليه التنسيق الروسي الإسرائيلي في تحديد المستقبل السياسي لسوريا، قال الغضبان إن “هذا التنسيق ستكون له حدود، وهذا الاحتلال الروسي لن يترجم إلى نصر إستراتيجي سواء للنظام السوري أو الروس، وأقصى ما يمكن أن يصل إليه هو محاولة تقوية إقامة دويلة للنظام السوري”.
لا تطابق
في المقابل اعتبر الكاتب الصحفي اللبناني قاسم قصير أنه لا يوجد تطابق كامل بين السياسة الروسية والإيرانية وحزب الله اللبناني في سوريا، مشيرا إلى أن التقارب الروسي الإيراني في سوريا لا يعني تطابقا كاملا خاصة في الموضوع الإسرائيلي.
وأضاف “نحن الآن في مرحلة انتقالية بالنسبة لسوريا، وإيران وحزب الله سيأخذان المعطيات المتعلقة بالتنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا مستقبلا، وهما يحرصان حاليا على عدم فتح السجال العلني مع روسيا في هذا الشأن”.
وقال قصير إن من مصلحة إسرائيل عدم عودة سوريا قوية في المنطقة، ولا أن تمسك المعارضة بزمام السلطة فيها، مشيرا إلى أن “من مصلحة سوريا والمقاومة أن تعود سوريا قوية والمحافظة على دورها في مقاومة الكيان الصهيوني، وإن أي مشروع لمستقبل سوريا يجب أن يكون محوره دورها في مواجهة هذا الكيان”.
الجزيرة