شاركت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية لرأس النظام السوري بشار الأسد، في فعاليات مؤتمر سياسي ألماني عقد على مدى يومين، أمس الأحد 21 وأول أمس السبت 20 من شهر آذار الجاري.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟
أثارت مشاركة بثينة شعبان بكلمة ألقتها في اليوم الثاني من مؤتمر نظمه معهد “شيللر” للأبحاث والدراسات، تحت عنوان “العالم عند مفترق طرق، شهرين في الإدارة الأميركية الجديدة”، موجة من الانفعال والانتقادات في أوساط ناشطين حقوقين وسوريين رأوا في مشاركتها تعويماً لنظام أوغل في دماء الشعب السوري وأسرف في التدمير خلال عقدٍ من عمر الثورة السورية، في ألمانيا أكبر حاضنة أوروبية للاجئين السوريين.
وقد هاجمت شعبان، خلال كلمتها التي اطلع عليها المركز الصحفي السوري وترجمها، إستراتيجية الأمن القومي الأميركي لإدارة بايدن التي صدرت مطلع شهر آذار الجاري، فضلاً عن مفهوم التفوق الغربي والتأكيد على التحالف الأميركي والشراكة مع أوروبا ومع حلف شمال الأطلسي.
وأوضحت شعبان أن دعوات الديمقراطية والحرية على النهج الغربي في الحالة السورية، دفع بمئات الآلاف من “الإرهابيين” إلى البلاد وألحق الدمار بالمدارس والبنى التحتية، فيما أكدت أن الدعوات الغربية كانت وراء تدمير البلاد، متناسية أن الشعب السوري شعبٌ أبيٌّ خرج من نفسه طلباً للحرية والكرامة، ومتجاهلةً دخول الآلاف من الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والقوات الروسية وغيرها من القوات الرديفة بدعوة من النظام، والتي عاثت إرهاباً وقتلاً ونهباً.
وأكدت أن الحرب على الأرض السورية وقعت لامتلاك دمشق فكراً وقراراً سياسياً مستقلاً، في وقتٍ ضاعت السيادة السورية في ظل التدخل السافر والهيمنة المطلقة لروسيا وإيران على مفاصل القرار في البلاد بمنأى عن النظام.
ولفتت المستشارة للنظام إلى أن سوريا حظيت عام 2010 برابع اقتصاد نامٍ في العالم، إلا أنه قد دُمر اليوم بالإضافة إلى ومدارسها وهويتها من خلال الإرهاب الذي تدفق إلى سوريا من تركيا، منكرةً نهب روسيا وإيران لمقدرات البلاد ومواردها لعشرات السنوات وإبرامها العقود الاقتصادية والاستثمارية المجحفة التي تحرم الشعب السوري من خيرات البلاد.
كما هاجمت التواجد العسكري الأمريكي في قاعدة “التنف” شرقي سوريا، وأرجعت فشل قوات النظام في “تحرير كامل سوريا” إلى انتشار القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها التي توجد، بحسب شعبان، لحماية “الإرهابيين”، متجاهلة التواجد العسكري لإيران وروسيا وامتلاكها اليد الطولى في مساحات واسعة من الأرض السورية.
فيما تساءلت شعبان عن تبرير الولايات المتحدة لنهب نفطنا وقمحنا والموارد الطبيعية، في حين تتسابق إيران وروسيا على نهب الثروات الباطنية من الغاز والفوسفات وغيرها من مقدرات البلاد بموجب استثمارات احتكار.
والجدير بالذكر أن مشاركة شعبان اقتصرت على إلقاء الكلمة فقط، من دون توجيه الأسئلة لها أو مناقشتها حول ما ورد في كلمتها.
يرى مراقبون بأن المؤتمر يعد مؤتمراً متواضعا جداً لمركز سياسي يتبع لحركةٍ سياسيةٍ مثيرةٍ للجدل، وقد قوبل بانفعالٍ زائدٍ ومبالغةٍ في تقدير الموقف.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع