رصدت صحيفة “التليجراف” البريطانية مناقشة مجلس الأمن القومي التركي، أمس الاثنين، خططًا لإرسال قوات إلى سوريا للمرة الأولى، وتحويل الحرب الأهلية هناك إلى صراع دولي على حدود أوروبا، حسب توصيف الصحيفة.
وتساءلت – في تقرير على موقعها الإلكتروني – عن مدى شرعية هذا التدخل العسكري، سواء من وجهة نظر القانون التركي دون موافقة #البرلمان التركي، أو من وجهة نظر القانون الدولي دون قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟“
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يأذن بإجراء تغييرات في قواعد الاشتباك التي سبق الاتفاق عليها من قبل #البرلمان التركي حول السماح للجيش بمحاربة تنظيم “داعش”، فضلاً عن القوات النظامية السورية.
ولفتت الصحيفة إلى تنويه أردوغان عن أن الهدف الرئيسي للتدخل، إذا مضى قدمًا، سيكون لمنع ظهور دولة كردية جديدة على حدود تركيا، حيث فرضت المليشيات الكردية السورية المحلية، وقوات اليبكه، هيمنتها على الشريط الحدودي شمال البلاد في الشهر الأخير، بطرد داعش من هناك.
ونقلت التليجراف عن أردوغان “لن نسمح أبدا بإقامة دولة في شمال سوريا وجنوبنا”، مضيفا “سنواصل كفاحنا في هذا الصدد مهما كلفنا ذلك“.
وحثت تركيا على إنشاء منطقة عازلة تحميها القوات الدولية في شمال سوريا منذ تصاعد حدة الحرب السورية وخروجها عن نطاق السيطرة وإرسال مئات الآلاف من اللاجئين عبر الحدود.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى اقتراب عدد اللاجئين الآن من مليوني نسمة، مما يجعل تركيا واحدة من أكبر الدول المضيفة لللاجئين في العالم.
ورصدت التليجراف قبل اجتماع اليوم رفْض مجلس الأمن القومي التركي في وقت سابق الموافقة على “التدخل بشكل فردي” في سوريا، وبعد خطاب إردوغان، أفادت تقارير إعلامية تركية استعداد #الجيش لإرسال قوة قوامها 18 ألف جندي عبر الحدود، في ظل معلومات عن أن هذه الخطوة يمكن أن تحدث في وقت مبكر من يوم الجمعة المقبل.
ومن المرجح -بحسب الصحيفة- أن تنتشر القوات على امتداد الحدود بطول 60 ميلا وعمق 20 ميلا داخل سوريا، بما في ذلك المعابر الحدودية في منطقة “جرابلس”، والتي تقبع تحت سيطرة داعش، ومنطقة “أعزاز”، والتي يسيطر عليها حاليا #الجيش السوري الحر ولكن مع مناوشات مع التنظيم الإرهابي.
ورأت الصحيفة البريطانية أن إنشاء المنطقة العازلة سيصطاد عدة عصافير بحجر واحد، وقد يسمح لتركيا بإقامة مخيمات لللاجئين ليس على أراضيها ولكن تحت حمايتها، وستمنع المناطق الحالية تحت السيطرة الكردية – من كوباني إلى الحدود العراقية في الشرق، و”عفرين” في الغرب – من الاتحاد.
وأضافت أن إنشاء هذه المنطقة العازلة سيسمح لتركيا بالسيطرة على تدفق السلاح والمقاتلين الى سوريا -وهو ما يقوله المنتقدون أن تركيا لم تفعل ما فيه الكفاية لوقف سيل الأسلحة والمقاتلين، الأمر الذي أسهم في صعود داعش.
ورأت التليجراف أنه يبقى من غير الواضح ما إذا كان التهديد بالتدخل عسكريا سيتم تنفيذه بعد نشر الجنود أم لا.
النهار نت