انتهت فعاليات مؤتمر موسكو التشاوري بشأن الأزمة السورية، والذي جمع وفدي النظام والمعارضة السورية، دون أي نتائج ترجى منه، حيث تم تأجيل البحث في الأمور إلى بعد شهر في المكان نفسه، كيف ولماذا لم يصدر أي تصريح رسمي بعد.
إلا أن وكالة “سانا” المقربة من نظام الأسد قد صرحت بالقول: إن ” كل مجموعة صغيرة من الشخصيات المعارضة تقدم ورقة خاصة بها ولا اتفاق حتى الآن على ورقة واحدة مشتركة للشخصيات المعارضة”.
وتابعت الوكالة “أن هناك شبه اتفاق على مواصلة المشاورات في موسكو على أن يتم تحديد الزمان لاحقا”، لكن سرعان ما قالت وكالة الأنباء الروسية أن الوقت المحدد هو بعد شهر.
وكان مدير اللقاء التشاوري في موسكو “فيتالي ناومكين” قد طرح خلال المؤتمر ورقة عمل أسموها “ورقة مبادئ موسكو”، وذلك على كل من وفد النظام والمعارضة السورية، لكي تكون هذه الورقة أرضية لإعلان مبادئ مشتركة في ختام اللقاء.
حيث تضمن ورقة مبادئ موسكو مقدمةً عامة تعزو أسباب الأزمة في سوريا إلى انتشار العنف، وتوسع الإرهاب، بالإضافة إلى ثمانية بنود تدعو إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، ومكافحة الإرهاب، وتسوية الأزمة على أساس توافقيّ وفق بيان جنيف، وتقرير مستقبل سوريا على قاعدة التعبير الديمقراطي الحر، ورفض أي تدخل خارجي والحفاظ على الجيش السوري كرمز للوحدة الوطنية ،وسيادة مبدأ دولة القانون والمواطنة، وعدم قبول أي تواجد مسلح على الأراضي السورية دون موافقة حكومتها.
أما وفد المعارضة الذي أبدا رأيه بهذه الورقة، وكأن النظام من قام بصياغتها وتسليمها إلى الروس الذين بادروا في إعلانها لتكون أرضيةً للحل.
بدوره أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة أن روسيا غير مؤهلة لرعاية الحوار السوري “لأنها جزء من الأزمة السورية وداعمة للنظام السوري البربري”.
وقال هشام مروة : “الروس لا يمثلون الجهة المؤهلة لرعاية الحوار، وأي دعوة للحوار بين النظام والمعارضة ليست مبنية على تنفيذ مقررات جنيف هو حوار ملتبس والمقصود به ضرب المقررات الدولية وحق الشعب السوري وثورته”.
وختم هشام قائلا: “الائتلاف السوري بصفته ممثلا عن الشعب السوري ومن منطلق الشرعية التي حصل عليها عربيا وإقليميا، لن يقبل الدخول في مبادرات جديدة بإمكانها أن تنسف كل المقررات الدولية والأممية ومقررات جنيف 1 التي تضمنت حلولا سياسية وحقوقية. فروسيا بمؤتمرها المزعوم حاولت أن تتجاهل هذه المبادرات وإعادة الشعب السوري وثورته إلى المربع صفر”.
في سياق اخر أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تم خلاله التداول في مستجدات الأوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، إضافة إلى تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا وما يدور بشأنها من اتصالات ومشاورات على المستويين العربي والدولي.
أيّد السيناتور الأمريكي جون ماكين كلام رئيس الوزراء التركي احمد داوداوغلو فيما يتعلق برؤية الأخير في حل القضية السورية.
وأكد أوغلو على ” ضرورة تشكيل الولايات المتحدة الامريكية وتركيا استراتيجية متكاملة، وانشاء منطقة حظر الطيران شمال سوريا و رحيل نظام الاسد.”.
وأضاف ” انا اؤيد 90% مما قاله رئيس الوزراء التركي في الشأن السوري لم نستمع الى اقتراحاته تلك، هذا مؤسف”.
أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، “إليسا سميث”، أن الوزارة مستمرة في استعداداتها لتنفيذ برنامج تدريب وتجهيز قوى المعارضة السورية المعتدلة.
جاء ذلك في معرض ردها على سؤال للأناضول حول اتهام موقع الأخبار “ذي ديلي بيست” الأمريكي، وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، بدعم قوى المعارضة السورية، تحت إطار برنامج سري.
ونشر الموقع الإخباري في خبر خاص له، “أن CIA، قطعت أو قّلصت إلى حد كبير دعمها، والرواتب التي تقدمها لعدد كبير من أطراف المعارضة السورية، خلال الشهور الأخيرة، والتي كانت تقدمها ضمن برنامج سري” بحسب الموقع.
وأشار الموقع أن الولايات المتحدة استبعدت 4 أطراف من قائمة المعارضة التي تضم 16 طرفاً، من المعارضة الناشطة شمال سوريا، كما أوقفت أو قلصت المساعدات عن الأطراف الاثني عشر المتبقية، والتي سبق أن وعدت بها، وذلك بدعوى تقاربها مع جماعات مثل جبهة النصرة، أو بسبب عدم فعالية أنشطتها، بحسب الخبر.
من جانبها قالت “إليسا سميث” إحدى المتحدثين باسم وزارة الدفاع، في تصريح للأناضول، إنها لا تريد الخوض فيما يتعلق بأنشطة المؤسسات الحكومية الأخرى، ولكنها أكدت أن الوزارة تستعد لتنفيذ برنامج (تدريب وتجهيز) المعارضة السورية، مبينةً أن تحضيرات البرنامج بدأت في الآونة الأخيرة.
وأشارت سميث أن قائد القوات الخاصة للقيادة المركزية الأمريكية اللواء “مايكل ناغاتا”، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “دانيال روبنستون”، التقيا في اسطنبول، في 12، و13 كانون ثاني/يناير الجاري، زعماء وممثلي مجموعة واسعة من المعارضة السورية المعتدلة، ومؤسسات المجتمع المدني، مبيناً أن الاجتماع شكل فرصة ثمينة للتباحث معهم حول برنامج الدعم السياسي والعسكري، فضلاً عن أنه كان مفيداً لفهم وتقييم الأوضاع القائمة في سوريا بشكل أكثر وضوحاً.
بدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “جين بساكي “ما زلنا نقدم الدعم للمعارضة السورية، وندعم برنامج وزارة الدفاع لتدريب وتجهيز المعارضة، المزمع تنفيذه الربيع المقبل”.
وأضافت بساكي أن الوزارة تقوم بدعم الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة، بمساعدات “غير فتاكة”، من قبيل المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والعربات، وأن حجم المساعدات المقدمة في هذا الإطار منذ مطلع العام الجاري بلغت 2.7 مليون دولار، بحسب تعبيرها.
بعد تضارب حول تجديد جوازات السفر من قبل الائتلاف السوري، يبدو انه تم الاقرار بهذا الشأن، فقد توافد العشرات من أبناء الجالية السورية في قطر اليوم صباحا إلى القسم القنصلي في السفارة السورية التي يديرها الائتلاف السوري المعارض، بغرض تمديد جوزات سفرهم.
وكانت السفارة أعلنت قبل أيام قليلة عن البدء في تمديد جوازات سفر السوريين عبر إصدار لاصق تمديد يحمل الشعار الرسمي المعتمد بكافة المواصفات والعلامات الفنية والأمنية وبحسب المقاييس العالمية، مشيرة إلى أن هذا التمديد رسمي كونه صادر عن سلطة رسمية نابعة عن الائتلاف الوطني الذي يعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري.