أكد الكاتب كولبرت كينج أن «المغامرات» التي ينفذها فلاديمير بوتن في الشرق الأوسط ستكلف روسيا الكثير، ماديا وبشريا، قد وتكون بمثابة نذير على نهاية حقبة بوتن، خاصة أن روسيا تعاني من وطأة أزمة اقتصادية بفعل العقوبات المفروضة عليها من جانب الغرب وتراجع أسعار النفط، المورد الأول للدخل في روسيا.
وأضاف الكاتب أن روسيا التي تعاني من أزمة اقتصادية داخلية، مشغولة بدعم حليف فاسد وضعيف لها في الشرق الأوسط هو نظام بشار الأسد في سوريا، ويبذل الكرملين في ذلك جهودا كبيرة لإبقاء الأسد في السلطة بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن غير متوقع وكبيرا، وحتى لو كان ذلك أجساد الجنود الروس التي تحمل لبلادها في أكياس جثث.
وأشار الكاتب إلى الهجمات على مصالح روسيا نتيجة تدخلها في سوريا، فهناك الطائرة التجارية التي أسقطت فوق سيناء المصرية وأسفرت عن مقتل 224 روسيا على متنهما وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن تفجيرها بقنبلة «انتقاما للتدخل العسكري لبوتن في سوريا».
وأيضا هناك الطائرة المقاتلة الروسية التي أسقطها سلاح الجو التركي بعد خرقها للمجال الجوي للأخيرة، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها دولة عضو في حلف الناتو طائرة روسية خلال 60 عاما.
ولفتت إلى الطائرة العمودية التي أسقطها مقاتلو المعارضة السورية والتي كانت أرسلت في مهمة بحث وإنقاذ لطيار الطائرة المقاتلة.
وأوضح الكاتب أن توابيت الجنود الروس تسلط الضوء على الكلفة التي تدفعها روسيا جراء التدخل العسكري الطائش والأحادي لبوتن في الشرق الأوسط، الذي يموج بتوترات عالية.
هذا عن الخسائر العسكرية لروسيا في سوريا، أما على الجانب الاقتصادي داخل روسيا نفسها، فينقل الكاتب ما أوردته وكالة «تاس» الروسية من أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها روسيا حاليا، على عكس الأزمات السابقة، تشهد اضمحلال الدخول الحقيقية للروس.
يقول ألكسندر كودرين وزير المالية الروسي السابق: إن الإجراءات الحكومة لدعم الاقتصاد ليست كافية.
ولفت الكاتب إلى أنه وبينما ينشغل بوتن بالحرب السورية، فإن التضخم يتصاعد في روسيا، والاقتصاد ينكمش، ومعدلات الفقر ترتفع، ونسبة النمو الاقتصادي لا تتغير، وقيمة العملة تنخفض.
وأضاف أن العقوبات الغربية ضد نظام بوتن تضغط على الحكومة، كما أن النفط، المصدر الرئيسي للدخل في روسيا، تلقى ضربة بسبب ضعف الأسعار.
ويقتبس الكاتب من مقال كتبه ديفيد ليش بمجلة فورين بوليسي الذي قال: «لعل تدخل بوتن في سوريا سينجم عنه ما يشبه النصر باهظ الثمن لمصر في عام 1957 أو توسع نفوذ الاتحاد السوفيتي المفاجئ أواخر خمسينيات القرن الماضي والذي سبب مشكلات كبيرة على صعيد السياسية الخارجية».
ويشير الكاتب إلى أن بوتن لديه أوهام بتحويل روسيا لقوة عظمى، رغم أن ذلك البلد يعاني، كما أن نهَمَ بوتن للمغامرات لم يضعفه الانتكاسات التي تعرض لها تنظيم الدولة مؤخرا.
وأضاف أن الوسائل اللازمة لتحويل دولة ما لدولة عظمى تشابه الولايات المتحدة ليست في حوزة روسيا.
وأوضح الكاتب أنه إذا كان النجاح الوطني يقاس بالنمو الاقتصادي، فإن روسيا بعيدة جدا في هذا المضمار، فهي تأتي خلف الولايات المتحدة في النمو السكاني والاقتصادي، وأيضا تتخلف عنها في عدد الجنود والأسلحة، كما أن الحكومة الروسية، التي تهدر موارد ثمينة على تطلعات بوتن، ليست في موضع لتحقيق الالتزامات الاجتماعية تجاه شعبها.
المصدر: العرب القطرية – واشنطن بوست