لجأ نظام الاسد في الفترة الأخيرة الى اقتياد الشباب القاطنين في مناطق سيطرته إلى الاحتياط، وهذا يدل على حجم الازمة التي يعاني منها نظام الأسد، في نقص عدد جنوده وضباطه وهزائمه المتلاحقة، ولتلافي هذا النقص بدأ النظام بإصدار الدعوات الى الخدمة الاحتياطية، التي تشمل صغار السن وكبارهم.
بلغ عدد القتلى في صفوف قوات النظام أكثر من 80 ألف، بحسب بعض الاحصائيات منذ بدء الثورة منتصف مارس/ آذار 2011، وتشير هذه الإحصاءات حجم الخسائر الكبيرة التي منيت بها قوات النظام، والتي تضم (عناصر جيش الدفاع الوطني، وكتائب البعث، واللجان الشعبية، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون، والشبيحة والمخبرين الموالين للنظام)، بالإضافة إلى الجيش النظامي، فخسارته عشرات الآلاف من القتلى من كافة الرتب، وانشقاق الآلاف عنه منذ بداية الثورة، هي الأسباب الرئيسية التي دفعته لسوق الشباب للخدمة الاحتياطية وزجهم في جبهات القتال.
وللشباب الحصة الأكبر من الظلم والمعاناة في سوريا فجيل كامل تدمرت حياته، حيث حرموا من حق التعليم بسبب حملات الاعتقال الواسعة للسوق إلى الحرب، وذلك أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة التي شملت جزءًا كبيرًا من الشباب، بالإضافة إلى العدد الكبير منهم الذين هاجروا خارج البلاد هرباً من خدمة الاحتياط.
وفي هذا السياق يقول “عامر” وهو شاب يقيم في مناطق سيطرة النظام بريف دمشق، “لقد أصبحت أتجنب المرور على أي حاجز تابع للنظام، وأتوقع في أي لحظة اعتقالي ضمن حملات المداهمة التي تستهدف المنازل، لكي يعيدوني إلى الخدمة الاحتياطية بعد أن أنهيت الخدمة الاجبارية في عام 2010، وقد كان اختصاصي سائق دبابة وهذا الاختصاص يجعل اسمي في رأس القائمة.
ويضيف عامر: “نفكر اليوم أنا وأصدقائي بالسفر إلى خارج البلد، أو إلى مناطق سيطرة المعارضة، ولعه الحل الوحيد الذي يجنبنا الانخراط في صفوف الجيش، فالنظام يزج بالشاب المطلوبين للخدمة الاحتياطية، في جبهات القتال المشتعلة وفي خطوط الاشتباكات الاولى ليقتلوا بلا ذنب”.
تقوم دوريات الأمن والجيش بتفتيش المنازل من دون إعلام الأهالي، حتى يلقوا القبض على الشبان المتخلفين عن خدمة العلم أو الاحتياط بصورة مباغتة، وأمام عين الزوجة، أو الأم، أو الأخت، أو الأبناء، الامر الذي ادى إلى استياء الأهالي الذين يقطنون في مناطق سيطرة النظام، وبات يحسد الابن الوحيد لأهله لحسن حظه، كونه لا يخدم في الجيش ولا يستدعى الى الاحتياط.
لقد باتت الشوارع بعد هذه الإجراءات خالية من الشباب فتعطلت الحياة الاقتصادية إلى حد ما، حتى أهالي محافظتي اللاذقية وطرطوس الذين يعاملهم النظام معاملة خاصة، لم يتم استثناء أبنائهم من الخدمة الاحتياطية، وهناك عشرات الآلاف من الشباب المطلوبين للخدمة، فقد تم سحب مائتي شاب في يوم واحد من حي الصليبة وحده في اللاذقية، حسب رواية الشاب “سامي” الذي لجئ هو وأخوه “قاسم” إلى مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بعد أن تم تبليغهما لأجل الالتحاق بالخدمة الاحتياطية.
وهناك حالة تذمر لدى العلويين المساندين للنظام، وخاصةً أن النظام لا يبدو أنه قادرٌ على إنهاء الحرب، وصمت البعض منهم إزاء مقتل أبنائهم يعني القبول بكل المذلات والإهانات التي ألحقت بهم، والقبول بالتضحية من أجل استمرار عائلة الأسد في توريث الكرسي.
علي الحاج أحمد ـ اتحاد الديمقراطيين السوريين