تناولت صحيفة “البي بي سي” في تقريرٍ ترجمه المركز الصحفي السوري موضوع اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، والذي من المقرر له أن يدخل حيز التنفيذ في 27 شباط الجاري.
هذا الاتفاق الذي تم التوصل له بعد جهود كبيرة ووساطة روسية أمريكية، يستبعد تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة والمرتبطة بتنظيم القاعدة، إضافةً إلى غيرها من المجموعات الموضوعة تحت قائمة الإرهاب وفقاً لتصنيفات الأمم المتحدة.
وتقول الحكومة السورية انها ستراقب عن كثب عملية وقف الأعمال العدائية، وتؤكد على أنها ستواصل المعركة ضد جبهة النصرة و”الجماعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها” على حد تعبيرها.
ومن المتوقع أن تعلن الهيئة العليا للمفاوضات، والتي تمثل معظم فصائل المعارضة الرئيسية، موقفها النهائي قريباً، وذلك أن كانت قد أعطت “موافقة مبدئية”.
ومن جهتها، أكدت العديد من الجماعات الكردية في سوريا عزمها على الاستمرار في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة وأحرار الشام الاسلامية، دون توضيح موقفها بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
تتابع الصحيفة تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، وتأتي على حجم سيطرة الجماعات المقاتلة المستثناة من اتفاق وقف إطلاق النار وأهمها تنظيم الدولة الإسلامية و جبهة النصرة، حيث يسيطر الفصيلان على مساحات واسعة من الأراضي في مختلف أنحاء سوريا، حيث سيستمر القتال، فمحافظة دير الزور وأجزاء واسعة من محافظة الحسكة المجاورة، على الحدود مع العراق، هي تحت سيطرة التنظيم، والذي ينتشر أيضاً شمال وشرق حلب، ولا سيما في الباب، منبج، ومدينة جرابلس الحدودية، وفي أيار 2015 استطاع التنظيم السيطرة على مدينة تدمر وتوسعت رقعة حكمه في محافظة حمص الشرقية، وله وجود محدود في المناطق الريفية في شرق حماة.
أخيراً وليس آخراً يتواجد التنظيم في جبال القلمون الاستراتيجية شمال شرق دمشق، حيث دارت العديد من الاشتباكات بينه وجبهة النصرة.
أما جبهة النصرة، ثان أكبر الفصائل المستثناة من الاتفاق، فتتواجد في حلب ومناطق في الجنوب والشمال الغربي من المدينة، كما يسيطر على أجزاء من منطقة القلمون ومحافظة حماة.
وعلى عكس تنظيم الدولة، إن جبهة النصرة مستعدة لإبرام تحالفات تكتيكية والذهاب إلى التحالف مع مجموعات أخرى، كما هو الحال في تجربة جيش الفتح.
ويبقى السؤال هنا، ما هو وضع هذه الجماعات المتحالفة مع شروط وقف إطلاق النار؟
أن روسيا وإيران والحكومة السورية تعتبر أحرار الشام وجيش الإسلام بأنها جماعات إرهابية، فمن المرجح استبعاد أحرار الشام من وقف إطلاق النار، وذلك نظراً لتحالفها مع تنظيم النصرة في حلب وإدلب.
وجيش الإسلام، والذي يسيطر على مناطق واسعة من ريف دمشق، يمتلك علاقات أوسع مع جماعات المعارضة السورية المسلحة الأخرى، وأن أي هجوم على مواقعه سيعرض بالتالي الإتفاق للخطر.
أخيراً ختمت “البي بي سي” تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بالحديث عن وحدات حماية الشعب الكردية(YPG)، ووحدات حماية المرأة (YPJ) والذين يقاتلون في وقتٍ واحدٍ الجماعات الاسلامية المختلفة، وذلك ضمن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكياً (SDF)، فهم يقاتلون في محافظة الحسكة، بالإضافة إلى جبهة النصرة وأحرار الشام حول حلب، لذلك ومما سبق، فإن اتفاق وقف إطلاق النار لن يحمل تأثيرات مباشرة على مسرح الأحداث في سوريا.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان
اضغط للقراءة من المصدر