لم تمنع ممارسة مهنة الطب، الشاب البوسني مهر الدين سابيج، من مزاولة إحدى أصعب المهن الريفية، وهي رعي الأغنام، والزراعة، فتحول يومه إلى نصفين، يداوم في نصفه الأول بالمركز الطبي، لينتقل بعده الى قريته، لرعي الأغنام، في نصفه الثاني.
ويعمل سابيج في مركز طبي بمدينة زفورنيك (شمال غرب)، وعقب انتهاء دوامه ينتقل إلى قرية جوسانيكا، على بعد 10 كم من المدينة، من أجل إطلاق الماشية لرعي الأعشاب، والانشغال بالأمور الزراعية.
وفي حوار أجرته الأناضول مع سابيج، قال إنه تخرج من كلية الطب في جامعة (توزلا) في البوسنة والهرسك، بعد أن عاشوا فترة صعبة في البلاد، حيث ولد في عام 1993، وعند ولادته خشيت أمه أن ينفضح أمرهم لدى الجنود الصرب، وهم في طريق الغابات المليء بالصعاب، في ظل انعدام أدنى الإمكانات الصحية والطبية الخاصة بالولادة.
ومضى بالقول “درست في المدينة التي أعمل فيها حاليا، إلى أن أنهيت الثانوية، بعدها انتقلت للدراسة الجامعية، وتخرجت منها في عام 2015، وبعد فترة تدريبية تم تعييني في المركز الطبي، حاولت خلالها اكتساب أكبر قدر من الخبرة، لأنها الأهم بالنسبة لي، وأعمل بحماس شديد، حتى أن زملائي يكلفونني بالعمل مكانهم لحداثة سني، وثقتهم بي، وهو أمر يسعدني للغاية”.
ولفت إلى أنه ينتقل بعد أن ينهي عمله في المركز الطبي إلى قريته التي يقيم فيها مع والده ووالدته، حيث يمضي غالب وقته في الإنطلاق بالماشية من أجل رعيها، فضلا عن مزاولة بعض الأعمال الزراعية .
وكشف أنه في بعض الأحيان يكون إماما في صلاة الفجر، يتوجه عقبها الى المركز الطبي ليزاول عمله، على أن يعود بعد أنتهاء الدوام الى القرية، حيث بدأ بتربية الماشية فيها لأول مرة بشرائه 6 رؤوس من الاغنام، بإمكانياته المادية الذاتية، إزداد عددهم بعد ذلك في وقت قصير ليصل الى 40 رأسا ، كما أنه يقوم بإنتاج بعض الخضروات والفواكه”، بحسب قوله.
وحول أهمية عمله هذا، أوضح أن أعمال الزراعة، ورعي الأغنام، ساهمت في إتمام دراسته، بالاستفادة من مردودها المادي، فالأغنام يتم تحضير أعداد منها كأضاحي في عيد الأضحى، والأهم بالنسبة له، كسب رزقه من تعبه وعرقه”، على حد وصفه.
ونفى أن يكون العمل في تربية الماشية قد حمله أعباء إضافية، حتى في سنوات تعليمه، بل على العكس من ذلك، استغل رعي الأغنام في الدراسة، والتحضير لامتحانات كثيرة أثناء دراسته.
وأكد أنه كان يحلم بأن يصبح طبيبا منذ نعومة أظافره، ونظرا لحبه للماشية، نصحه البعض بأن يصبح طبيبا بيطريا، إلا أنه فضل التواصل مع البشر، ليصبح طبيبا بشريا، على حد تعبيره.
الأناضول