لم يستوعب جميل ما سمعه من بائع الخضار في سوق إدلب صباح اليوم، حين قال له أن سعر كيلو البصل اليابس وصل لـ500 ليرة سورية، فالبصل من المزروعات المنتشرة في الريف الأدلبي لكن موسم حصادة لم يبدأ بعد، فمن المتعارف عليه عند المزارعين أن البصل يزرع في شهر أيلول حتى نهاية شهر تشرين الثاني، ليبدأ جني المحصول من البصل اليابس القابل للتخزين لاستهلاكه طوال العام من منتصف آذار.
حاولت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية تشخيص أسباب ارتفاع سعر مادة البصل كما نقلت جريدة البعث الموالية للنظام بقولها :”أن الحكومة قامت سياسة ترشيد الاستيراد للمواد التي يتم إنتاجها محلياً تأتي كإجراء حمائي لمصلحة المنتج والمزارع المحلي الذي ينتظر جمع غلته محاصيله لتغطية تكاليف إنتاجه مع بيع محصول كما أكدت الصحيفة أن” الوزارة بانتظار موسم حصاد العروة التكثيفية” .
ارتفاع البصل يعود لأسباب ذكرها المزارع “مهند” مالك لأراضي في الروج الغربي لمحافظة إدلب :” لا يميل المزارع لزراعة البصل كثيرا في السنوات الأخيرة وذلك لأنها مكلفة ومردودها قليل بالإضافة لخوف عطبها أو تعرضها لحشرة تتلف الموسم”، مضيفا أن الادوية الزراعية قليلة ومكلفة في الوقت ذاته، ليعلل أن الأزمة نتجت لأنه لم يتم تخزين البصل بكميات كافية للمستهلك من قبل التجار والحكومة.
يختلف سعر البصل من منطقة لأخرى، ففي مناطق سيطرة النظام 600ليرة سورية أي حوالي دولار ونصف، ليكون أرخص قليلا في مناطق الشمال المحررة فيصل سعرة500 ليرة سورية أي حوالي دولار تقريبا و فالبصل في السوق السورية نوعان الأخضر وهو أرخص من اليابس حيث يتراوح سعره 250 ليرة في مثل هذه الأيام في موسمه.
مواقع مقربة من النظام السوري، أفادت اليوم كما ذكرت جريدة “عنب بلدي”، أن عددًا من حاويات الخضروات بما فيها البصل، أوقفت في ميناء طرطوس منذ أيام، عقب إقرار “سياسة الترشيد”، ما ساهم برفع أسعارها إلى هذا الحد.
ليتناول الشعب السوري موضوع ارتفاع سعر البصل بطريقة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي ساخرين من الوضع الاقتصادي الذي وصلت له البلاد دون حلول من قبل الحكومة فمنهم من كتب على صفحته الشخصية في الفيس بوك :”تم إلغاء المجدرة إلى أشعار أخر “، ليعلق أخر “أغلى من الموز يا بصل ….. راحت أيام الموز أجت أيام البصل”، ليضيف الأخر :” بصل حالف يمين يصير أغلا من لحمة …ومحدا أحسن من حدا” فالبصل كما هو معروف يدخل في أغلب الطبخات السورية .
أزمة البصل الحاصلة تشابه موجة ارتفاع سعر الكوسا والبندورة والكثير من أنواع الخضار السنة الماضية ، بسبب عدم معرفة الحكومة التصرف وتجنب المتاجرة في لقمة عيش المواطن السوري، فأيام ويطرح في الأسواق بصل هذا الموسم ليحل المشكلة.
المركز الصحفي السوري ـ أماني العلي