من إيطاليا إلى ليبيا، إلى الأردن ومصر والسعودية، والخير قادم، على شاشات عالمية وعربية، فضائح تهريب المخدرات لآل الأسد وحزب الله.
ألقى بشار الأسد خطابا في جامع عثمان في أثناء اجتماع وزارة الأوقاف الدوري مؤخّرا، ظهر فيه كمفتٍ شرعيٍّ، وحامٍ للغة العربية، وناصح للسوريين، وهو في حقيقته بعيد كلّ البعد عن الصورة التي حاول إظهار نفسه فيها. ومن ثم أخذ يرقب الخطب الخداعة والرنانة لحزب الله، الذي ليس له من اسمه سوى التضليل على الناس وخداعهم، بإضفاء صبغة دينية على حزبه، هذا الحزب الذي دمر المساجد والمدارس، واغتصب الأعراض، وارتكب أفظع الجرائم، وقد بان دجله وكذبه للجميع.
إنّ مَنْ ينظرْ إلى خطابِ بشار الآنفِ الذِّكر في جامع عثمان يعلمْ جيدا أن هذا النظام، نظام باطني، يسعى إلى تدمير الشباب، وقتل الوعي والمعرفة، وها هي حملات المخدرات وجرائم الكبتاغون التي يصدرها الأسد وحليفه حزب الله، تثبت الدجل والنفاق الممارس منهما، فما هو السر وراء سعيهما لنشر المخدرات في العالم؟
نقلت الصحف الإيطالية والوكالات العالمية كالـ BBC وغيرها آخر فضيحة لنظام بشار الأسد، فوحدة ” غارديا دي فينانسا” الإيطالية صورت عشرات الحاويات المملوءة بحبوب الكبتاغون، يصل وزنها 14 طنا، فيها 84 مليون حبة، وتصل قيمتها قرابة مليار دولار.
الطريف أنّ الاتهامات توجهت لتنظيم الدولة؛ لوجود علامة “هلالين”، فسارع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إلى الإعلان أن العملية ” ضربة كبيرة ضد الإرهاب”، محاولا بذلك إقناع العالم أن لتنظيم الدولة علاقة بهذا الأمر.
إنه لأمر مضحك وساذج ومحاولة ” للاستغباء” أن تستطيع إيطالية التي تستورد الفوسفات من سوريا، إقناعَ العالم أن التنظيم الذي هو في أسوأ حالاته، هو مَنْ أمَّنَ إيصال شحنات ضخمة إلى المرافئ السورية، ثم وضعها في تجاويف حديدية ضمن بكرات ورق ضخمة، بالتنسيق مع مافيات إيطالية.
إنّ نظام الأسد غارق بالاتجار بالمخدرات وعمليات التهريب، ففي منتصف جمادى الثاني هذا العام، أحبطت مكافحة المخدرات في السعودية، ما يزيد عن 19 مليون حبة موجودة في علب متة ” خارطة” العائدة لحيتان المال في نظام الأسد.
وأكّدت بدورها صحيفة “دير شبيغل” الألمانية أن هذه العمليات تديرها شبكة مقرّبة من الأسد، تحديدا سامر كمال الأسد، الذي يدير معامل الكبتاغون في قرية البصة في الساحل السوري، ومن المعلوم أنّ هناك تنافساً كبيراً بين هذا المعمل الذي يديره قريبُ الأسد، وبين مركزَ لبنان لصناعة الكبتاغون في منطقة البقاع، ولا يخفى على أحدٍ اشتهارُ عشائر البقاع بزراعة الحشيش وصناعة الكبتاغون؛ إذ تقوم هذه العشائر بالتصنيع والاتجار تحت غطاء ديني من حزب الله.
والجدير بالذكر أنّ نظام الأسد يحاول الانتشار والتوجه نحو أوربا ومنافسة المافيات العالمية في الاتجار بالمخدرات. فمثلا قبل 6 أشهر، أحبطت اليونان أكبر عملية تجارة بالكبتاغون محملة على سفينة قادمة من ميناء اللاذقية. تبعتها الأردن في إحباط عملية تهريب، فقد وجدت الحبوب في علب شوكلاتة، وداخل أحجار بناء. فبعد فتح معبر نصيب الحدودي مع النظام، صارت الأردن تعاني من تهريب نظام الأسد المخدراتِ لشبابها.
تجارة المخدرات أو ما تسمى بتجارة الموت، وعمليات التهريب التي يقوم بها النظام وحليفه حزب الله قليلا ما يُكشف عنها، على الرغم من كثرة اتجارهم بها، فنسبة الكشف عنها لا تبلغ أكثر من 5-10% من عمليات الاتجار والتهريب.
أرسل الأسد إلى بنغازي وحليفه حفتر مخدراتِ الكبتاغون وهو الاسم التجاري لمركب الـ(فينيثايلين)، وذلك عبر الطائرات التي تنقل مرتزقته من قوات سوريةٍ وروسيةٍ إلى هذه المدينة التي يعدّها الأسد سوقاً استهلاكيا لتجارته. وهي حبوب تسبب الإدمان كثيرا، وتحتوي على مواد منشطة تسبب الأرق وفرطا في النشاط، وكثرة في الحركة، وعدم الشعور بالتعب والجوع.
وأمّا عن مناطق الاتجار، فيقوم الأسد بتوزيعها وفق الإقليم الواحد، ويعتمد على طريقتين؛ بحرا بشكل مباشر، بالتعاون مع موانئ أوربية وسيطة، كما في إيطاليا، وجوّا عبر طيرانه إلى ليبيا؛ إذْ يرسل 10 أطنان كل 3 أشهر بقيمة مليار يورو، ويصل سعر الحبة الواحدة داخل سورية إلى دولار واحد.
هل المال هو الهدف الأساسي لبشار الأسد وشركائه في تجارة الموت ” المخدرات”، أم أن هناك أهدافاً أخرى؟
يبدو أن هذا النظام الفاشي، لا يوفّر جهدا في تصدير ما يخرب عقول شباب الدول العربية المجاورة والبعيدة، بالتعاون مع حزب الله، رافع شعار الإسلام والدين، كما يفعل بشار، حديثا، لا سيّما في خطابه الأخير.
إنّ غاية بشار الأسد القضاءُ على الشباب وتدمير عقولهم، ونشر الإدمان والانحلال الأخلاقي، وهذا ما يعيش عليه نظامه وحليفه حزب الله.
فضلا عن المليارات التي يجنيها هو وشركاؤه من آل الأسد، وشركاؤه في البقاع، جرّاء زراعة الحشيش، وصناعة الكبتاغون والاتجار بهما. ولن نذهب بعيدا جدا، فنوح زعيتر، تاجر المخدرات الشهير، المطلوب حاليا إلى أجهزة أمنية دولية بتهمة الاتجار بالمخدرات، يظهر في ساحة الأمويين منذ فترة. والسؤال: ماذا يفعل هناك؟!
وأين أجهزة الأمن السوري؟ طبعا ومن دون شك، هو حليفهم وشريكهم في هذه التجارة. يلتقط زعيتر صورة مع التمثال في ساحة الأموي، مستفزا كل السوريين، المؤيد للنظام والمعارض له.
حبل الكذب قصير، بقي نظام الأسد عبر 50 سنة، يعطي دروساً وخطابات في المقاومة، ويحاول إبراز شخصياته كزعماء همهم شباب الأمة، واسترداد الجولان وفلسطين، لكن مع بداية الثورة، ظهرت حقيقة النظام، ومعه حزب الله، وكشرت الأفعى عن أنيابها علنا، لتظهر معها فضائح المخدرات والكبتاغون، وتهريبها لنشر الانحلال والفساد بين شباب الدول، وجني المال ولو على حساب تدمير العقول.
مقال رأي/ محمد إسماعيل