زهرة محمد – المركز الصحفي السوري
لا عجب أن نشهد تكالباً في المحطات العربية على برامج المواهب التي تجعل شعاراتها تلفت انتباه كل صغير وكبير ،ففي هذه البرامج المستنسخة عن الغرب قلباًوقالباً،منافع لا تعد ولا تحصى ،ولكن على من بالتأكيد تكمن الإجابة عند أصحاب تلك المحطات ،والإذاعات التي باتت تتعرى من كل فيمة للإخلاق الإنسانية ةالمهنية ،فصارت حصالة هدفها الربح والكسب ولو على حساب ،تحطيم منظومة اجتماعية وتوارث لثقافة باتت تذوي شيئا فشيئا، بل وصار ت هذه البرامج الشغل الشاغل للأجيال العربية والصورة الكاملة للشاب أو الشابة التي لا يشوبهما شائبة ،والتي أضحت أقرب إلى الربوبية ،في بعض الأحيان !! > > ليست هنا المصيبة فقط ،ولن تنحصر مشكلتنا عندسلخ هويتنا العربية والتملص من لغتنا العريقة ،والتي تشكل عائقا لمحبي التسلق على أكتاف (الغربنة) وكأن العربية لغة للمتخلفين والبدائيين والذين لا يواكبون موجة الصعود نحو القمة . > > كل هذا بالإضافة للعناق والقبل والاختلاط السافر وكأن هؤلاء لا يمتون للعروبة إلا بالبطاقة الشخصية ،والكل يصفق ويتعاطف وكأنه يشاهد فيلما عاطفيا ،أو مأساة لروميو وجولييت . > > وان تقف محطاتنا العربية عند حد الخروج عن المألوف بكل المعايير بل نصبت نفسها لتدير أحلام الآلاف ،من منصة. لا تفقه من العلم شيئا ،فتنهار آمال وتنطفئ شمعة الكثير ممن لا يتحملون الرفض ولا الخسارة ،وقد ينتهي الأمر بالانتحار ،والأمراض النفسية . > والطامة الكبرى هي صرف نظر العالم العربي أجمع عن قضايا عربية ،وحروب ومؤامرات تحاك ضد أمتنا العربية ،وتشتت انتباه كل من يرى أو يسمع تلك التفاهات ،طلبا للتسلية أو الترويح عن النفس ،بحجة أن الشعب العربي يريد العيشس بعيدا عن الدماء ،ويرغب بعيش سعيد ،في حين باتت فيه البلاد العربية في نيران تشتعل وشعب يهرب قصرا أو مللا، فببقى الوطن بلا مواطن ولو كان فيه ،هذه البرامج التي ترفع ادرينالين الشباب وتلعب على وتر الرغبة الملحةللنجاح السريع على حساب الوقت والخبرة ،فيسارع كل من هب ودب للإثبات وجوده ولو على حساب الآخر ،فيتعلم عيش الغاب ،بطريقة أنيقة ويحلم بالقصور بأقل الخسائر . > لا نعرف ما المطلوب منا حتى نثبت أننا بتنا مقلدون ممزوجون بالعبثية والسطحية وصرنا في أواخر الصفوف علما ونفعا ورفعة ، > > والسؤال المطروح ،لماذا من بين كل هذه المفاسد الاجتماعية ،لا يظهر لنا برنامج معلومات،أو مسابقات ثقافية أو عقليات علمية تعطي فائدة ،وتفرح القلب وترفع الشأن في أن واحد ،أم أن من لهم القرار حرموا على النشء العربي ،كل ما يجعله إنسانا له شأن بين الأمم الأخرى ،وووجدوا أن الشباب العربي خلق للرقص والقفز والتخبط والتقليد الأعمى ،يبقى السؤال معلقاً ،بينما نشهد تراثا وعراقة وتاريخا ومستقبلا يتركوا مكانهم للغير ،لنصبح أمة في مهب الريح تنتظر الخلاص من باب غربي .