برلين – عندما وصل إلى ألمانيا العام الماضي لطلب اللجوء كان اسمه محمد. اليوم يعلن أن اسمه أصبح بنيامين بعدما قرر التحول من الإسلام إلى المسيحية حتى يتسنى له ضمان عدم ترحيله مجددا إلى بلده إيران.
ومثل محمد أو بنيامين، يهرع المئات من الإيرانيين والعراقيين والأفغان إلى كنائس في هامبورغ وبرلين من أجل حجز أدوارهم للتعميد، وهي الخطوة الأولى للتحول إلى المسيحية. وغالبا ما يكون هؤلاء في انتظار أدوارهم أيضا للحصول على موافقة على طلب اللجوء الذي يتطلعون إليه بفارغ الصبر.
وأمام كنيسة ترينتي لوثيران في ضاحية ستيغليتس خارج برلين، ذكر بنيامين لمراسل صحيفة “ذا تايمز” البريطانية أنه سيخضع حتما للمحاكمة إذا ما قرر الآن العودة إلى إيران.
وقال “لقد تحولت إلى المسيحية لأنها تعني الحرية والسلام”.
وبدأت الكنائس شبه الفارغة في أنحاء متفرقة في ألمانيا تمتلئ بوجوه غير مألوفة. وانهمك قساوسة في حركة تعميد واسعة في حمامات سباحة وبحيرات قريبة.
وتضاعف عدد الشباب الذين تعمدوا على يد غوتفريد مارتينز، قس كنيسة ترنتي لوثيران، بمقدار أربعة أضعاف منذ اندلاع أزمة اللاجئين الصيف الماضي حتى وصل إلى 700 متعمد.
وأشرف مارتينز بنفسه على تحولهم إلى المسيحية خلال حفلات تعميد أسبوعية يعتقد أنها من بين “مهامه التبشيرية”.
وبدأت الكنيسة في تعليق لافتات باللغة الفارسية والدارية إلى جانب الألمانية تحذر المصلين من استخدام هواتفهم المحمولة أثناء أداء الصلاة. واستعان مارتينز بمترجمين لإيصال تعليماته إلى نحو 200 من الشباب الذين يمرون بدورة لمدة 3 أشهر استعدادا للتعميد قبل أن يسمح لهم بالتحول الكامل إلى المسيحية.
ولا يبدي “المسيحيون الجدد” الذين يهيمن عليهم الشباب الذكور تركيزا كبيرا عند شرح الوصايا العشر التي عادة ما تكون من بين الأساسيات التي على المتحول الجديد تعلمها.
وغالبا ما يلجأ القساوسة إلى تطعيم محاضراتهم الدينية بتعليمات عن الحياة في ألمانيا وطريقة الانتهاء من التسوق قبل العطلات الدينية.
وخلال المحاضرة كان الكثير من طالبي اللجوء يرتدون الصليب كعلامة على تعلقهم بالدين الجديد؛ وكان البعض الآخر، مثل أوسين (23 عاما) الذي ينحدر من مدينة شيراز الإيرانية، يضعون وشما يدل على المسيحية على أذرعهم.
واعترف مارتينز بأن البعض ممن تحولوا إلى المسيحية لا يحملون دوافع دينية حقيقية، وقال أيضا إن نحو 100 بالمئة من طلبات لجوء هؤلاء الذين أشرف على تعميدهم تم قبولها.
والتحول إلى المسيحية سبب كاف لاقتناص اللجوء في ألمانيا بسهولة، إذ تخشى السلطات من أن ترحيل المتحولين إلى بلدانهم الإسلامية، ومنها إيران، قد يعرضهم إلى المحاكمة أو العقاب الذي يصل أحيانا إلى القتل.
ولا ينجو المتحولون إلى المسيحية من العنف في معسكرات اللاجئين في ألمانيا، التي يتعرض فيها اللاجئون المسيحيون إلى عنف مفرط وهجمات وتحرش من قبل لاجئين مسلمين وفقا لتقارير الشرطة ونشطاء.
ويجد مسؤولو الهجرة الألمانية أنفسهم في مأزق. وفي محاولة لفصل من يبحثون عن اللجوء عن هؤلاء الذين اعتنقوا المسيحية عن اقتناع، بدأت السلطات في اعتماد “اختبار دوافع” يخضع فيه طالب اللجوء معتنق المسيحية إلى أسئلة عن العقيدة الدينية، منها الحديث عن الوصايا العشر.
وخضع مهدي لاشغاري وزوجته سولماز، وكلاهما مهندس كومبيوتر من طهران، إلى هذه الأسئلة بعد عام من وصولهما إلى ألمانيا بصحبة طفليهما.
وصاح الزوجان وسط تصفيق الحضور بعدما رفع القس رأسيهما من بحيرة صغيرة ترمز إلى نهر الأردن، كإشارة إلى انتهاء إجراءات تعميدهما.
وقالت سولماز (31 عاما) “أعلم أن تحولنا إلى المسيحية سيساعدنا في الحصول على لجوء في ألمانيا، لكن السبب الحقيقي الذي دفعنا إلى ذلك هو إمكانية أن يسامحنا المسيح على كل خطايانا السابقة”. وأضافت “أشعر أنني محمية الآن”.
العرب