- الكلمة الافتتاحية/ محمد إسماعيل
سنين من الانقسام السياسي ومنذ حزيران 2007 تشهده كل من الضفة الغربية متمثلة بحركة فتح على اعتبارها الحركة الشرعية المنتخبة، وقطاع غزة المتمثل بحركة حماس والجهاد الإسلامي التي تعتبر نفسها العنصر المقاوم الصامد للاحتلال الإسرائيلي.
إلا أن الفلسطينيون باتوا الآن أمام واقع خطير وسط موجة التطبيع التي تشهدها الساحة العربية خصوصا بتطبيع الإمارات علنا مع إسرائيل وإنهاء العمل بقانون المقاطعة معها في منتصف شهر أغسطس الماضي.
واقع دفع بالفصائل الفلسطينية لاجتماع هام في رام الله صدر عنه بيان توافق عليه الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية الذي ضم كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي و 12 فصيلا من منظمة التحرير الفلسطينية.
قدمت فيه الفصائل طرحا لإنهاء الانقسام والتشتت الذي تعيشه القوى الفلسطينية لمواجهة التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة عموما وفلسطين خصوصا وسط موجة التطبيع الذي تشهده الساحة العربية.
ركز الاتفاق الذي انعقد في رام الله، على ” المقاومة الشعبية الشاملة” ضد الاحتلال الإسرائيلي وتفعيل هذه المقاومة وتطويرها، وتلا البيان الصادر عن الاجتماع ” جبريل الرجوب” من حركة فتح، حيث تضمن البيان تفعيل المقاومة الشعبية كخيار أنسب للدفاع عن الحق الفلسطيني المشروع.
وطالب البيان اللجنة التنفيذية بتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لاستمرارها.
وقد برز في البيان التباين بين رؤى الطرفين، حيث أشار محمود عباس إلى مقاومة شعبية ” سلمية”،
فيما أشارت حماس والجهاد الفلسطيني إلى مقاومة شعبية ” مسلحة” لتحرير فلسطين.
ورفض الاجتماع كل أشكال المساس بالقدس الشريف وفلسطين، وأعلن رفضه لما يسمى بصفقة القرن التي تحاول إسرائيل فرضها بالتعاون مع بعض الدول العربية.
حدد البيان الختامي موعد الجلسة القادمة بعد خمسة أسابيع سيتم خلال ذلك تشكيل لجنة من شخصيات
وفصائل تقدم اطروحات لرأب الصدع الفلسطيني الطويل ويقدم تقريره للمجلس الأعلى التابع لمنظمة التحرير.