لطالما قدّم الشعب السوري أغلى ما يملك في ثورته العظيمة ضدّ نظام مستبد وطاغية لا يرفّ له جفن لمقتل وتهجير مئات الآلاف وملايين السوريين الأحرار.
وهل هناك أغلى من فلذات الأكباد الذين بذلوا أرواحهم في سبيل نيل الحرية والكرامة !! ولم يدفع أمهات أولئك الأبطال للصبر على ما فقدن سوى الأمل بنيل ذلك الشرف الكبير بحرية شعب لطالما عانى من ظلم الحكومة وزبانيتها. ولكن ، في المقابل ، لابدّ بين الحين والآخر من رؤية من يحسبون أنفسهم أشخاصًا فاعلين في هذه الثورة ويحاولون تثبيط الهمم بتصريحات قد تبدو لبعضهم “واقعية” في حين أنّها لا تمتّ للواقع بأيّة صلة.
من شاهد اللقاء الأخير للفنان السوري ،جمال سليمان، الذي من المفترض أن يدافع عن حق الشعب السوري بالحرية والكرامة كونه عضوًا في لجنة المفاوضات السورية مع حكومة نظام الأسد ، بل ونائب رئيس هيئة المفاوضات، سيعجب من حديثه المليء بالعبارات التي من شأنها تثبيط الهمم والقبول بشكل أو بآخر برأس النظام ،بشار، وحتى ابنه.
فبدل أن يتحدّث سليمان عن ظلم الأسد وقتل المدنيين وتعذيب المعتقلين وتشريد الملايين، راح يتحدّث عن قبول الأسد وابنه في السلطة وحتمية إطلاق لقب “الرئيس” عليه بقوله: “لا يمكن إلّا أن ننادي بشار وحافظ بالرئيس السوري، ومستعدون لأن ننادي ولده الصغير بالرئيس أيضاً إذا استلم السلطة”.
وقد كان التبرير الوحيد لسليمان عمّا تلفّظ به هو أنّ الأمم المتحدة مازالت تعترف ببشار كرئيس ، وقد تعترف بابنه كذلك طبعًا، بقوله : “بما أنّ الأمم المتحدة تعترف ببشار الأسد كرئيس علينا أن نقر بالواقع ونناديه بالرئيس بشار الأسد! لا أن نصنع كسوريين واقعًا افتراضيًّا من رؤوسنا يختلف عن الواقع الحقيقي”
وهنا لديّ سؤال جوهري -بالنسبة لي على الأقل- هل ما نسعى إليه وما بذل السوريون من أجل الغالي والرخيص يعتبر واقعًا افتراضيًا يختلف عن الواقع !!!! ولو كان كذلك فأين حقّ من قتل ومن تهجّر من منزله قسرًا ومن لايزال خلف القضبان !!!! هل هم افتراضيون أيضًا !!!!!
وبعد كلّ هذا ، ينعت سليمان نفسه كما نعته مقدّم اللقاء بــ “الحالم” .. فأيّ حالم هذا الذي يرضخ لواقع مختذل بعبارات الخضوع والقبول والانصياع لحكومة فاسدة جلّ ما قامت به قتل وتهجير السوريين بلا رأفة أو رحمة!!!!
الشعب السوري لم يعانِ ما عاناه ولم يتحمّل مشقة تلك الأهوال لأكثر من 13 عامًا ، هذا إن لم نأخذ بعين الاعتبار معاناة الشعب السوري على مدى حكم حافظ الأسد منذ 1970 وجميع السوريين يعلمون ما قام به وخصوصًا في الثمانينات، إلا لتحقيق الهدف المنشود بنيل الحرية والكرامة ولن تقوّض آراء ووجهات نظر بعض المتسيّسين الذين يقبلون بالخنوع والانصياع لبشار أو غيره من همّة هذا الشعب العظيم للوصول إلى الأمل المنشود.
ولابدّ من التأكد على أنّه وبالرغم من وجود من يحاولون تمييع رأس النظام ،بشار الأسد، ومن حوله وقبولهم كأشخاص وحيدين معترف بهم في المحافل الدولية، هنا من لا يقبلون بذكر اسم الأسد أو زبانيته دون التأكيد على إجرامهم بحق الإنسانية ، ومجازر النظام كمجزرة الحولة و التريمسة والتلبيسة وخان شيخون والتضامن وغيرها العشرات ، أكبر دليل.
مقال رأي – محمد المعري
I am not sure where youre getting your info but good topic I needs to spend some time learning much more or understanding more Thanks for magnificent info I was looking for this information for my mission