قالت صحيفة الاندبندنت اليوم بأن ما يقارب من 2.8 مليون طفل سوري وبين 50 إلى 80 في المئة من 360 الف طفل من الذين ينبغي أن ينخرطوا في المدارس اللبنانبة، قد فروا من المدارس ويجب إيقاف هذه الظاهرة لأنهم سيغدون إرهابيين محتملين في المستقبل.
وأضافت الصحيفة إنه ينبغي أن يكون من ضمن جدول أعمال جامعة الدول العربية في الأسابيع القليلة المقبلة مكافحة هذه الظاهرة فإن أهم شيء يجب فعله هو توفير التعليم للحد من الإرهاب.
وأردفت الصحيفة البريطانية بأنه وبعد مضي خمس سنوات من الأزمة السورية، لايزال عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال يموتون أثناء رحلة الموطن الجديد المنشود فرغم وصولهم أحياء في بعض الأحيان فإنهم يجدون أنفسهم محرومين من التعليم ومتطلبات الحياة الرئيسية، وإن متوسط طول النزوح للاجئ بشكل عام هو الأن 17 عاماً، وهذا يعني أن بعض الأطفال اللاجئين ستضيع حياتهم المدرسية كلها في المخيمات، وهذا هو السبب في أنه من الصعب جداً أن يتم توفير التعليم للفقراء من اللاجئين السوريين في خضم إنعدام الدعم الدولي.
وأضافت الصحيفة إنه وطبقاً لحسابات وكالات المعونة والمنظمات الدولية فإن توفير التعليم للأطفال اللاجئين يتطلب 638 مليون دولار أمريكي وحتى الأن لم يتم توفير إلا ربع هذا المبلغ من المانحين الدوليين.
وتابعت الصحيفة بالقول بأنه يوجد الأن 2.8 مليون طفل سوري داخل سوريا خارج المدارس بسبب الدمار الكبير الذي حل بالمدارس ناهيك عن التشرد الذي لحق بالأطفال والمعلمين.، وفي لبنان المجاور لسوريا يوجد بين 50 إلى 80 في المئة من أصل 360 ألف طفل لاجئ في سن الدراسة خارج المدارس، وينطبق الشيء نفسه على نحو مليوني لاجئ سوري في تركيا، حيث يأتي ذلك والمدارس في كلا البلدين تقوم بإتباع نظام الدوامين المسائي والصباحي لمحاولة تغطية العدد الكبير من الطلاب.
وقالت الصحيفة بأن التعليم في مخيمات اللاجئين أيضاً هو أمر مرهق للغاية، ففي مخيم الزعتري في الأردن، يوجد هناك حاجة ماسة إلى المزيد من المعلمين، وتدريبهم على مستوى أعلى، وإيجاد طرق لمساعدتهم على التغلب على الحواجز اللغوية التي لا مفر منها، فالموارد المتوفرة تميل إلى أن تركز على مبادئ التعليم الأساسي، ولكن من المهم تقديم الدعم للأطفال الذين هم أكبر سناً، والذين غالباً ما يضطرون إلى التخلي عن دراستهم لإعالة أسرهم.
وتابعت الصحيفة بأن الأهم من ذلك كله، هو أن هؤلاء الأطفال الأن مصابين بصدمات نفسية كبيرة، فقبل أن يتم التركيز على الكتابة أو الرياضيات يوجد هناك حاجة ماسة لمنحهم الدعم المعنوي والنفسي لمساعدتهم على التعامل مع تجاربهم الجهنمية، وتجنب تكرار العنف الذي شهدوه، حيث أنه وفي المجموع العام، شهد حوالي 79 في المئة من الأطفال اللاجئين حالة وفاة في العائلة، في حين أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة هي كثيرة الشيوع والإنتشار لدى الأطفال وهذا كله لايتم تداركه وعلاجه لدى الأطفال حسب وصف الصحيفة.
وقالت الصحيفة أنه يجب علينا أيضاً أن نفكر في الأعباء التي وضعت على أنظمة المدارس في البلدان المضيفة، مما يعرض نوعية التعليم للطلبة الحاليين والقادمين الجدد لخطر كبير، ففي العام الماضي، ونقلاً عن وكالات الأمم المتحدة، قدم البنك الدولي والجهات المانحة الأخرى 200 الف مكان لمدارس مجانية في لبنان للأطفال السوريين، ولكن هذا غير كافٍ فالأمر الأن بات يحتاج إلى أن يمتد إلى كلاً من الأردن وتركيا لمكافحة هذه الظاهرة.
واختتمت الصحيفة بالقول بأن العجلات الدبلوماسية تسير ببطء شديد بعيداً عن تلبية الإحتياجات الأساسية للأطفال اللاجئين.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” قالت في تقرير تحت عنوان “الحصار، الأثر المدمر للأطفال”، بأن سوريا أصبحت أحد أخطر الأماكن بالنسبة للأطفال، وجاء في التقرير أن نحو 3 ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة غير قادرين على الذهاب إلى المدارس بانتظام، وأوضحت أن هذا الرقم يشكل نحو نصف سكان سوريا ممن هم في مرحلة الدراسة، وأن ما يقدر بنحو مليون طفل سوري محاصرون أو في مناطق يصعب الوصول إليها، وأن الملايين مهددين بأن يكونو جيلاً ضائعاً وإرهابين.
وكشف تقرير صادر عن مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية “ويست بوينت” العسكرية الأمريكية، عن حشد تنظيم داعش، للأطفال والشباب على نحو متزايد وغير مسبوق.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قد قالت في تقرير لها بأن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بإستغلال الأطفال في تنفيذ هجمات انتحارية كجزء من استراتيجية واسعة النطاق لزراعة جيل من المتشددين في سن المدرسة لتلقينهم فكر التنظيم المتطرف.
الوقت
مركز الشرق العربي